إيران تحت المجهر: هل أطلقت إسرائيل شرارة حرب لا نهاية لها؟

إيران تحت المجهر: هل أطلقت إسرائيل شرارة حرب لا نهاية لها؟ خارج الحدود

agadir24 – أكادير24

تشير المعطيات الصادرة عن دوائر استخباراتية غربية وتصريحات لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين إلى أن الحرب الخاطفة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية لم تحقق أهدافها الحاسمة. وبرغم إعلان وقف إطلاق النار، فإن معظم التقديرات ترى في ذلك هدنة مؤقتة ضمن مسار تصعيدي طويل الأمد.

فقد ناقش مجلس الشيوخ الأمريكي، في جلسة إحاطة مغلقة، نتائج الضربة التي نُفذت بمشاركة إسرائيلية وأمريكية. وأجمع بعض الأعضاء، من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، على أن الأثر الميداني للعملية كان محدودًا. حيث لم يتجاوز تأخير البرنامج النووي الإيراني بضعة أشهر، بينما لم تُسجّل مؤشرات على توقف قدرات التخصيب.

بدورها، تحدثت صحف غربية، منها “تلغراف” و”نيويورك تايمز”، عن امتلاك إيران لكميات من اليورانيوم المخصب بدرجة 60%، مع إمكانية تطوير رؤوس نووية بدائية في غضون فترة وجيزة. وأعربت إسرائيل عن تخوفها من أساليب “غير تقليدية” في نقل هذه الرؤوس، مثل شحنات بحرية أو عبر طائرات مدنية.

في هذا السياق، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي بأن إسرائيل ستواصل العمل لضرب القدرات الباليستية الإيرانية، والحفاظ على “السيطرة الجوية” التي اكتسبتها خلال الضربة الأخيرة. ويشمل ذلك استهداف أي تحركات لبناء أو ترميم الدفاعات الجوية الإيرانية، إلى جانب ضرب مراكز تصنيع الصواريخ والوقود الصلب.

من جهة أخرى، أفادت تقارير عن نقل الولايات المتحدة جزءًا من منظوماتها الدفاعية إلى قواعد جديدة في السعودية، وتحديدًا بمدينة ينبع، في ما يبدو أنه استعداد لمرحلة ثانية من العمليات. ويُتوقع أن تشكل هذه القواعد مركزًا لوجستيًا بعيدًا عن مدى الصواريخ الإيرانية القصيرة والمتوسطة.

في الداخل الإيراني، طُرح تساؤل استراتيجي مفصلي: كيف يمكن ردع جولة ثانية من الحرب؟ فبينما يتحدث البعض عن الحاجة إلى تفعيل منظومات دفاعية متعددة الطبقات بالتعاون مع الصين أو روسيا، يرى محللون أن الوقت ليس في صالح طهران. فبناء بنية تحتية عسكرية متكاملة يحتاج سنوات، بينما تبدو الجولة القادمة أقرب مما يتصور البعض.

في هذا الإطار، يبرز طرح “الردع غير التقليدي”، من خلال ما يُعرف إعلاميًا بـ”السلاح القذر”، كخيار محتمل لخلق معادلة توازن ميداني سريع، عبر التلويح بامتلاك صواريخ تحمل رؤوسًا مشعة ولو بمستوى منخفض، كوسيلة للضغط السياسي وليس بالضرورة للاستخدام العسكري الفعلي.

في خضم ذلك، تتجه الأنظار إلى مواقف موسكو، التي طالبت إيران بالسماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالعودة، ما اعتُبر تراجعًا عن موقف الدعم الصريح لطهران، وطرح أسئلة جدية حول تحولات التحالفات الإقليمية والدولية في ظل هذه الأزمة.

وفي ظل هذا المشهد المعقد، يبقى احتمال انفجار مواجهة جديدة واردًا بقوة، خاصة إذا ما أصرّت إسرائيل على استكمال أهدافها، واستمر الغموض حول الرد الإيراني، أو افتقدت طهران القدرة على تقديم عنصر ردع فوري وفعّال.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً