أكادير24 | Agadir24
شن الجيش الأوكراني هجوما مفاجئا على القوات الروسية شمال البلاد، محققا بذلك ما وصفه محللون وخبراء عسكريون بأنه “أهم انتصار” لكييف منذ بداية الحرب.
في هذا السياق، كشفت مجلة لوبوان Le Point أن الجيش الأوكراني تمكن من اختراق الدفاعات الروسية شرق خاركيف، وهو ما مكنه من الإثخان في القوات الروسية بعد أن هاجمها حيث لم تكن تتوقع.
وذكرت المجلة الفرنسية نقلا عن موفدها بأوكرانيا، بوريس مابيلار، أن “هذا الهجوم مزق الصفوف الروسية في المنطقة وجعل الجنود يتفرقون لدرجة أن السلطات الروسية اعترفت، وهو أمر نادر، بالصعوبات التي واجهتها”.
وأوضح ذات المتحدث أن “الهجوم المضاد الذي تم شنه في خيرسون بالجنوب يشمل الآن 3 جبهات، وإذا لم يكن نقطة تحول حاسمة بعد، فقد يصبح كذلك، خاصة مع استمرار الجيش الأوكراني في التقدم”.
وعن الكيفية التي حقق بها الأوكرانيون هذا الاختراق، قال مابيلار أن “كييف فرضت بعيد إعلان هجومها المضاد في خيرسون تعتيما إعلاميا صارما على عملياتها بكل الجبهات، وحظرت على الصحفيين الذهاب إلى الخطوط الأمامية”.
هذا، وبينما كانت كل الأنظار تتجه إلى ميكولايف وخيرسون، كان الاختراق الأوكراني يحدث شرق سلوفيانسك في دونباس، وتلا ذلك هذا الأسبوع شن القوات الأوكرانية هجومها شرق خاركيف.
ولفت المراسل إلى أن “هذا الهجوم الذي نفذ عبر 3 محطات خدع عمدا هيئة الأركان العامة الروسية التي ظنت أن الهدف الرئيسي كان خيرسون، وأعادت نشر قواتها في الجنوب على حساب جبهة خاركيف”.
وأضاف مابيلار أن “السلطات الأوكرانية لم تعلن على الفور نجاحاتها العسكرية المحتملة، لكن صور القرى المحررة المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الأهالي والجنود تغلبت على التعتيم الذي كانت تنشده هيئة الأركان العامة”.
وهكذا، أجبر الجيش الأوكراني على تأكيد ما تم الكشف عنه بالفعل على شبكة الإنترنت، دون السماح للصحفيين بالذهاب إلى المنطقة ليروا بأنفسهم حقيقة التقدم العسكري.
وأكد ذات المتحدث أن “أوكرانيا تمكنت بموجب الهجوم المذكور من استعادة أراض استراتيجية، وهو الأمر الذي من شأنه أن يعطي دفعة قوية لمعنويات القوات الأوكرانية”.
وتفاعلا مع ما سماه الناتو ب”الانتصار الهام”، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن الحرب الروسية على أوكرانيا دخلت “مرحلة حاسمة” بفضل ما الهجوم المضاد الذي نفذته كييف.
وذكر ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن “القوات الأوكرانية كانت قادرة على وقف هجوم موسكو في دونباس، والرد خلف الخطوط الروسية واستعادة أراض مهمة”.
وأوضح ذات المتحدث أنه “في الأيام القليلة الماضية فقط شهدنا تقدما آخر في كل من منطقة خيرسون جنوبا وخاركيف في الشرق”.
وأشاد المتحدث نفسه ب “شجاعة ومهارات وعزم القوات الأوكرانية”، مشيرا إلى أن “دعم الناتو لأوكرانيا يحدث فارقا كل يوم في ساحة المعركة”، وفق تعبيره.
ولفت ستولتنبرغ إلى أن “تضامن الغرب يجب ألا يتزعزع الآن، رغم أزمة الطاقة وارتفاع تكلفة المعيشة”.
وخلص ستولتنبرغ إلى أنه “إذا أوقفت روسيا القتال سيكون هناك سلام.. أما إذا أوقفت أوكرانيا القتال ستتوقف عن الوجود كدولة مستقلة، لذا يجب علينا مواصلة جهودنا من أجل صالح أوكرانيا وصالحنا”