اكادير : اومشيش المصطفى
منعت السلطات المحلية بمدينة اكادير في مشهد يعكس حجم الاحتقان الاجتماعي، بسبب تدهور المنظومة الصحية العمومية الوقفة الاحتجاجية التي كان من المزمع تنظيمها عصر اليوم أمام المستشفى الجهوي الحسن الثاني، احتجاجا على ما وصفه المحتجون بـ”الكارثة الصحية” التي يعيشها هذا المرفق العمومي.
الوقفة التي دعا إليها نشطاء حقوقيون ومدنيون جاءت على خلفية تردي الخدمات الطبية، وارتفاع حالات الوفيات داخل المستشفى، إضافة إلى ما اعتبر “لامبالاة مقلقة” من طرف مسؤولي القطاع الصحي. المحتجون رفعوا شعارات قوية تطالب بتجويد الخدمات وضمان مجانيتها، معتبرين أن الحق في الصحة ليس منة من أحد، بل حق دستوري أصيل.
ومن بين أبرز ما ردده الغاضبون خلال الوقفة، الشعار الصادم والمعبر في آن واحد: “سبيطار خاصو سبيطار”، وهي جملة قصيرة لكنها لخصت بحسبهم الواقع المرير الذي يعيشه المرضى وذووهم يوميا داخل المستشفى الجهوي.
وفي ختام الوقفة تلي بيان حمل عنوان “البيان رقم 1: الصحة للجميع”، شدد فيه المنظمون على ضرورة التدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، محذرين من استمرار نزيف الأرواح في ظل وضع وصفوه بـالمأساوي.
السلطات المحلية بررت قرار المنع بكونه يندرج في إطار تطبيق المقتضيات القانونية المنظمة للتجمعات العمومية، مع التأكيد على احترام النظام العام وضمان السير العادي للمرفق الصحي. غير أن هذا التبرير لم يخف حالة الغضب الشعبي، إذ يرى المحتجون أن المنع محاولة لإسكات الأصوات المطالبة بأبسط حقوقها.
الواضح اليوم أن مستشفى الحسن الثاني بأكادير وهو أكبر مؤسسة صحية بالجهة، لم يعد مجرد مرفق عمومي مثقل بالمشاكل، بل أصبح عنوانا صارخا لأزمة قطاع بأكمله، أزمة لم يعد معها المواطن البسيط يطالب إلا بما هو بديهي: “الصحة للجميع وبالمجان”.




















