تشهد مدينة أكادير المغربية في سنة 2025 طفرة ملحوظة على عدة مستويات، إذ تحولت إلى مركز حيوي للسياحة والاستثمار والبنية التحتية، وسط مؤشرات قوية تؤكد عودتها إلى الواجهة وطنياً ودولياً.
سجلت أكادير خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة ارتفاعًا لافتًا في عدد السياح، حيث بلغ عدد الزوار الدوليين 5.7 مليون سائح، حسب ما أكد موقع Travel & Tour World. ويأتي هذا النمو رغم التحذير المؤقت الصادر عن وزارة الخارجية البريطانية بسبب التوترات الإقليمية، والذي شمل المغرب ضمن لائحة وجهات يُوصى بتوخي الحذر فيها.
في السياق ذاته، نقلت The Malaysian Reserve عن منصة “Wego” أن المكتب الوطني المغربي للسياحة أبرم شراكة تهدف إلى استقطاب المزيد من السياح من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ما يعكس التوجه الواضح نحو تنويع الأسواق السياحية والانفتاح على زبناء جدد.
وفي خطوة عملية لدعم هذا التوجه، كشفت صحيفة The Sun البريطانية أن شركة TUI البريطانية قد أطلقت خط رحلات مباشر من نيوكاسل إلى أكادير، مستهدفة الباحثين عن وجهات مشمسة ومنخفضة التكلفة. كما أعلنت Jet2، بحسب The Scottish Sun، عن إضافة وجهات جديدة تربط بورنموث ببعض المدن المغربية، من بينها أكادير، ابتداء من موسم شتاء 2025.
وعلى مستوى البنية التحتية، أوردت وكالة رويترز أن المغرب يعتزم مضاعفة الطاقة الاستيعابية لمطاراته بحلول 2030، ومن بين المطارات المعنية مطار أكادير المسيرة، الذي سيعرف أشغال توسعة لتعزيز قدرته على استيعاب ما يصل إلى 2.7 مليون مسافر سنويًا، في أفق تنظيم مواعيد دولية مهمة ككأس العالم 2030.
التحول لم يقتصر على الجانب السياحي فقط، بل شمل أيضًا الجانب الرياضي. فقد اختير ملعب “أدرار” بمدينة أكادير ضمن الملاعب التي ستحتضن مباريات كأس الأمم الإفريقية 2025، حسب ما أفادت به رويترز، في إطار الاستعدادات المغربية الكبرى لتنظيم هذه التظاهرة القارية.
وفي الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة هذه التطورات، تُجمع التحليلات على أن أكادير تعيش مرحلة إعادة تموقع حقيقية على خريطة المدن المغربية الدينامية، وتراهن على تكامل الجهود بين الجهات الحكومية والفاعلين المحليين والدوليين لاستثمار موقعها الاستراتيجي، وتراثها السياحي والثقافي، وتحويلها إلى قطب دولي للسياحة والاستثمار.
التعاليق (0)