في خطوة وُصفت بأنها منعطف نوعي في تطوير خدمات النقل العمومي بتراب أكادير الكبير، أعطيت الانطلاقة الرسمية لتشغيل الحافلات الجديدة التابعة لأسطول “أمل باص”. هذا الإطلاق، الذي يأتي قبل أسبوع على استضافة المدينة لمنافسات كأس إفريقيا للأمم، يمثل تنفيذًا لاستراتيجية شاملة تهدف إلى تحديث النقل الحضري وتعزيز جودته ونجاعته.
هذا التجديد يتجاوز مجرد إضافة وسيلة نقل؛ إنه يعكس رؤية متكاملة لإحداث نقلة حقيقية في التجربة اليومية لمستعملي الحافلات، من خلال توفير خدمة آمنة، عصرية، ومجهزة بأحدث التقنيات ليكون التنقل داخل المدينة أكثر سهولة وراحة.
حافلات ذكية بمعايير المدن الكبرى
تنضم الحافلات الجديدة إلى الشبكة الحالية بمواصفات تكنولوجية متقدمة تُعدّ معيارًا أساسيًا في المدن العالمية:
_ نظام التتبع اللحظي: يسمح بمراقبة دقيقة للحركة وتحسين انتظام مواعيد الرحلات.
_ كاميرات عالية الجودة: تعزيز غير مسبوق لشروط السلامة داخل المركبات.
_ تجهيزات الولوجيات: مرافق مخصّصة لتمكين الأشخاص في وضعية إعاقة من الاستعمال بكل كرامة وسهولة.
_ الراحة والسلامة: توفير مقاعد مريحة واعتماد معايير سلامة متطورة في قطاع النقل العمومي.
مشروع BHNS “أمل واي”: اكتمال الثورة في النقل بأكادير
يشكل إطلاق أسطول “أمل باص” خطوة تأسيسية ضمن مسار إصلاحي أوسع لتطوير شبكة النقل بأكادير، في انتظار اكتمال مشروع BHNS “أمل واي” (حافلات ذات الخدمة عالية المستوى). هذا المشروع الهيكلي الضخم هو أحد المحاور الرئيسية في رؤية “أكادير موبيليتي”.
و عند اكتمال مشروع BHNS، سيُحدث ثورة حقيقية في بنية النقل الحضري، ليواكب الدينامية الاقتصادية والعمرانية التي تعرفها حاضرة سوس، ويلبي تطلعات الساكنة نحو تنقل حضري ذكي ومستدام.
تفقد ميداني لتعزيز الجودة والنجاعة
قام والي جهة سوس ماسة، عامل عمالة أكادير إداوتنان، سعيد أمزازي، برفقة رئيس مجموعة النقل والتنقلات الحضرية جمال ديواني وعدد من المسؤولين، بزيارة ميدانية شاملة. تم خلالها معاينة التجهيزات التقنية المتقدمة للحافلات، وتقديم عروض تفصيلية حول برنامج الاستغلال الجديد ومسارات الخطوط، وتدابير ضبط جودة الأداء عبر أنظمة التتبع والمراقبة.
أكادير: نموذج للتنقل الحضري الذكي
يمثل تشغيل أسطول “أمل باص” الجديد لحظة مفصلية في إعادة تموضع النقل الحضري بأكادير، مركزًا على الجودة والراحة واحترام البيئة. إنه يعكس توجه المدينة نحو تنزيل نماذج نقل ذكية تضع المواطن في قلب الأولويات وتستجيب لمعايير الاستدامة والحركية الحديثة.
و من خلال هذه الخطوة، تقترب أكادير أكثر من نموذج المدن المتقدمة التي توازن بين التنمية الحضرية والمحافظة على جودة العيش، ما يساهم في تعزيز جاذبية المدينة ودعم موقعها كقطب حضري متطور في المملكة.


التعاليق (0)