أكادير تتجاوز المليون سائح لأول مرة: دليل على تحولها لوجهة سياحية عالمية

أكادير والجهات

تعتبر مدينة أكادير، جوهرة السياحة المغربية، نموذجًا فريدًا للنجاح في جذب الزوار. ولأول مرة في تاريخها، تجاوزت المدينة حاجز المليون سائح في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2025.

و لم يأتِ هذا الإنجاز من فراغ، بل هو نتيجة جهود مستمرة في تطوير العروض السياحية وتعزيز الترويج الدولي، مما جعل أكادير قادرة على التنافس عالميًا.

في هذا السياق، و وفقًا للبيانات الرسمية، استقبلت منشآت الإيواء المصنفة في أكادير أكثر من 1.012 مليون زائر حتى نهاية غشت 2025. و يُبرز هذا الإنجاز الديناميكية القوية للمدينة، خاصة وأنها تحققت رغم تراجع بسيط في السوق المحلية. لكن هذا التراجع لم يؤثر على الأداء الإجمالي بفضل الإقبال الكبير من الأسواق الدولية، مما يؤكد مرونة أكادير وقدرتها على استقطاب سياح من مختلف أنحاء العالم.

فبالإضافة إلى عدد الوافدين، شهدت ليالي المبيت ارتفاعًا ملحوظًا لتصل إلى 4.307 مليون ليلة مبيت في نفس الفترة. يعكس هذا المؤشر، الذي يُعتبر معيارًا لجودة الإقامة ومدة بقاء السائح، مدى جاذبية المدينة وتنوع الأنشطة التي تقدمها.

في هذا الإطار، ساهمت الأسواق الدولية بشكل حاسم في تحقيق هذا الإنجاز. احتلت المملكة المتحدة الصدارة بأكثر من 231 ألف سائح، تليها فرنسا بأكثر من 187 ألف زائر. كما لا تزال السوق المحلية تلعب دورًا أساسيًا، رغم تراجعها الطفيف، مما يثبت أن جاذبية أكادير لا تقتصر على السياح الأجانب فحسب.

و يعزو الخبراء هذا النجاح إلى عدة عوامل، أهمها تنويع العروض السياحية لتشمل الرياضات البحرية، السياحة الثقافية، والمنتجات الشاطئية، بالإضافة إلى تحسين الربط الجوي مع كبرى العواصم الأوروبية.

و يعتبر هذا الأداء القياسي دليلًا على تحول أكادير إلى وجهة سياحية تنافسية بفضل مشاريع كبرى مثل برنامج “أكادير الكبير”. هذه المشاريع، التي تهدف إلى تطوير البنية التحتية والمرافق الترفيهية، تضع المدينة على الطريق الصحيح لتحقيق رؤيتها بأن تصبح أحد الأعمدة الرئيسية للاستراتيجية السياحية الوطنية “رؤية 2030”.

هذا، و يتطلع القائمون على القطاع السياحي في أكادير إلى الحفاظ على هذا الزخم من خلال استهداف أسواق جديدة مثل ألمانيا وإسبانيا، بالإضافة إلى تطوير عروض مبتكرة تستقطب السياحة الداخلية. ومع استمرار هذا الأداء، من المتوقع أن تحقق أغادير رقمًا قياسيًا جديدًا بنهاية العام، مما يعزز مكانتها كوجهة عالمية رائدة.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً