أكادير: رشيد فاسح
لقد توالت الأحداث بسرعة البرق داخل دواليب صنع القرار الرياضي بفريق الحسنية، من إستقالة السكتيوي، إلى تعين المدير الرياضي الفرنسي: لوران ديشو، وهو مايحيلنا ضمنيا إلى ركوب الحسنية لصهوة المدرسة الفرنسية من جديد بعد التوقيع الرسمي لأمير عبدو كمدرب للفريق للموسم الرياضي القادم.
المدرب الجديد والذي يشهد له الجميع بتفوق أفريقي خارج من رماد، كطائر العنقاء وهو نفس مصير الحسنية هذه السنة، لم يكن يراهن عليه احد مع موريتانيا وجزر القمر ، الا أن بريقه لاح في افق الكرة الأفريقية، وشكلت استثناءات مذويا. أمير عبدو ستكون أمامه تحديات كبيرة تتعلق بالاختيارات البشرية والتأقلم مع أجواء البطولة المغربية.
ففيما يخص الاختيارات البشرية
وفلسفته في اختيار اللاعبين يعتمد أمير عبدو على اللاعبين الذين يخدمون فلسفته التكتيكية التي ترتكز على التنظيم الدفاعي الصلب، والبنية الجسمانية القوية في الالتحامات، مع القدرة على التحول السريع.
هذا يعني أنه سيبحث عن مدافعين أقوياء بدنياً وتكتيكياً وهو يفضل اللاعبين الذين يمتلكون قدرة جيدة على التغطية والتدخلات الناجحة، والذين يمكنهم تنفيذ التعليمات التكتيكية بدقة. وربما نشهد كم من اللاعبين الأفارقة جنوب الصحراء في الحسنية هذه السنة.
يعتمد كذلك أمير على محاور ارتكاز ذوي قدرات دفاعية وهجومية اي لاعبين يمتلكون القدرة على استرجاع الكرات وبناء اللعب من الخلف، مع القدرة على دعم الهجمات.
و أجنحة تمتاز بالسرعة والقدرة على المراوغات في المساحات الضيقة لاستغلال المساحات في الهجمات المرتدة، ولخلق الخطورة من الأطراف. والضغط على الفريق الخصم في نصف ملعبه.
في فلسفته الكروية أمير عبدو يفضل مهاجمين يمتلكون حساسية التهديف والقدرة على الضغط في مربع العمليات، اي مهاجمين قادرين على إنهاء الهجمات، وأيضاً يساهمون في الضغط على دفاع الخصم.
السؤال المطروح حاليا، هو هل يعتمد على الشباب وهل سيمنح الفرصة للاعبين الشباب؟ إذا ما أظهروا الجاهزية والقدرة على تطبيق خططه. هذا ما ستكشفه لنا الايام القادمة في مسيرته وهل سيعتمد على مزيج من الخبرة والشباب؟!
تطرح أسئلة عديدة أمام أمير عبدو كأول تجربة كروية له بالمغرب وبالبطولة الاحترافية بالمغرب، والتي توفر شروط مهمة فيما يخص البنيات التحتية الرياضية والاقامة والتنقل، وكذا التأقلم مع نوعية اللاعب المغربي، حيث سيتعين عليه فهم خصائص اللاعب المغربي، الذي يميل إلى المهارة الفردية والجانب الفني والاستعراضي. بحيث عليه أن يجد التوازن بين فلسفته المنظمة والمهارات الفردية المتوفرة.
فيما يخص سوق الميركاتو الصيفي سيواجه فريق الحسنية تحدياً في سوق الانتقالات، مقارنة ببعض الأندية الكبرى الذي دخلت في شركات مليارية مع شركات كبرى ومستشهرين كبار وربما عالميين وخليجيين، مَا سيجعل معارك الانتدابات حامية الوطيس، و على المدرب ان تتوفر لديه خارطة طريق وكشافة في المستوى العالي، والاستعانة بالكثير من الذكاء في اختياراته، ربما بالتركيز على اللاعبين الجائعين والمتلهفين لإثبات الذات، أو الاستفادة من أكاديمية ومدرسة النادي والمواهب المحلية بالجهة وهي عديدة، لخلق توليفة بشرية قادرة على المنافسة في المستويات الكبرى والايقاعات العالية، لان البطولة هذه السنة ستعرف متغيرات كبيرة وقوية لن تصمد معها الفرق الصغيرةو الضعيفة.
كما أن أمير يجب أن يتأقلم سريعا مع أجواء البطولة الاحترافية، واعداد معسكر تدريبي استعداداً لافتتاح البطولة الاحترافية في شهر غشت القادم، بالتزامن مع تنظيم المغرب لنهائيات الكان 2025.
فيما يخص الجانب التكتيكي، و الأسلوب التنافسي بالبطولة المغربية فهي تتميز بالتنافسية الشديدة والتقارب في المستويات بين معظم الفرق الكبرى، كما أن هناك تنوعاً في الأساليب التكتيكية التي تعتمدها الأندية، بين المدارس الكروية وطبيعة المدربين، و على أمير عبدو أن يكون مرناً تكتيكياً وقادراً على قراءة المباريات بشكل جيد خصوصا الطاقم المساعد الذي يجب أن تكون له دراية شاملة بادق التفاصيل لوضعها تحت تصرف المدرب.
لا يجب أن ينسى المكتب المسير والادارة التقنية والمدرب كذلك الضغوط الجماهيرية والإعلامية بسوس، حيث اصبح الجمهور يطالب بالنتائج والالقاب والبطولات، فقد سئمنا البيركولاج الكروي، الذي يقوم على انتدابات خاوية واختيارات تكتيكية نشاز ، ر اسلوب كروي جاف وفاشل، لا نتائج محصلة فيه ولا انتصارات.
و تختلف الضغوط في الأندية عن المنتخبات. فالأندية المغربية الكبيرة والجماهيرية لديها ضغوط هائلة لتحقيق الألقاب، وأي نتائج عكسية مخيبة لفريق حسنية أكادير، ستواجه ضغوطاً من جماهيرها التي تطمح للعودة للمنافسة على الالقاب. وان لا تكون مشتل لبيع اللاعبين البارزين، لفرق أخرى، وهو ما أضر كثيرا بالفريق الذي حوله إلى مجرد مدرسة للإنتاج، وليس للحصاد
ان نجاح المدرب يعتمد بشكل كبير على علاقته بالإدارة والجهاز المتعاون والإعلام والجماهير . يجب أن يكون هناك تفاهم وانسجام لضمان استقرار عمل المدرب والصبر في البداية
و قدرة عبدو على التواصل الفعال والمتواصل مع اللاعبين والإعلام بشكل احترافي وهادفة ومع الجماهير والإدارة.
مواجهة المدربين المحليين والأجانب في البطولة المغربية التي تشهد تواجد مدربين مغاربة أكفاء لهم دراية كبيرة بالبطولة، بالإضافة إلى مدربين أجانب لهم تجارب متنوعة. سيشكل ذلك تحدياً تكتيكياً على مدار الموسم امان أمير عبدو.
نقاط القوة التي قد تساعد أمير عبدو على التأقلم، هي تجربته الأفريقية التي يمكن لفريق الحسنية أن يراهن عليها من خلال سعيه لاحتلال مراتب ريادية بالبطولة الوطنية، والتنافس على الالقاب الوطنية و الأفريقية والأستعانة بخبرة أمير الطويلة مع المنتخبات الأفريقية خصوصا (جزر القمر وموريتانيا) وتعامله مع ثقافات كروية مختلفة، ستكون نقطة قوة كبيرة بالنسبة لحسنية أكادير .
إن عمله سابقا مع فرق متواضعة، وقدرته على تحقيق نتائج مبهرة مع فرق بإمكانيات محدودة تظهر مرونته وقدرته على استخراج أفضل ما لدى اللاعبين. وهذا ما يحتاجه حسنية أكادير حاليا.
ففوزه على الجزائر وتعادله مع المغرب وتونس تبرز هذه النتائج أنه لا يخشى مواجهة الكبار ولديه القدرة على إعداد فريقه لمثل هذه التحديات، وهو ما سيعطيه ثقة كبيرة في الدوري المغربي.
سيكون أمام أمير عبدو مهمة معقدة ولكنها ليست مستحيلة. خبرته الأفريقية، جنباً إلى جنب مع فلسفته التدريبية الواضحة، يمكن أن تمنحه الأدوات اللازمة للنجاح والتأقلم مع أجواء البطولة المغربية الصعبة. لكن الدعم الذي سيلقاه من الإدارة والطاقم الفني المساعد والإعلام المحلي والجمهور كفيل بأن يعطينا نسخة من الحسنية لم يسبق لنا رؤيتها، فقط بترك الهامش الكبير للمدرب واختيارته وتنزيل فلسفته .
فكلنا تقة في الأمير عبدو
التعاليق (0)