agadir24 – أكادير24 /المصطفى اومشيش
في الوقت الذي تستعد فيه بلادنا لاستضافة تظاهرات رياضية كبرى من قبيل كأس إفريقيا وكأس العالم، لا يزال واقع المستخدمين في قطاع الفندقة يرزح تحت وطأة أجور هزيلة لا تليق لا بمستوى الخدمات التي يقدمونها، ولا بمكانة الدولة التي تسعى إلى تسويق نفسها كوجهة سياحية عالمية.
إنّ المتأمل في حال العاملين بالفنادق من عمال النظافة إلى الطهاة، ومن الاستقبال إلى الخدمات اللوجستية لا يملك إلا أن يشعر بالاستغراب والخذلان. كيف يعقل أن يعمل هؤلاء في ظروف ضغط شديدة ولساعات طويلة مقابل أجور لا تفي حتى بحاجياتهم الأساسية؟ كيف يمكن الحديث عن جودة في الخدمة وتجربة سياحية راقية والعنصر البشري – وهو الأساس – يعاني من التهميش والإجحاف؟
الصدمة الأكبر تأتي من النقابات المهنية، التي من المفترض أن تكون الحصن الحصين لهؤلاء المستخدمين، لكنها للأسف تغطّ في سبات عميق تاركة المجال مفتوحاً أمام أرباب العمل للاستمرار في سياسة الاستغلال. لا مرافعة، لا ضغط، لا مطالب واضحة، وكأنّ الكرامة المهنية للعاملين لا تعنيها في شيء.
إننا اليوم على مفترق طرق فإما أن نرتقي بظروف الشغيلة في قطاع الفندقة عبر مراجعة شاملة للأجور وتحسين بيئة العمل، وإما أن نواجه مستقبلا كارثيا تتردى فيه جودة الخدمات ويهرب فيه الكفاءات إلى قطاعات أخرى أو خارج البلاد.
لا بد من تدخل فوري وحازم لكشف هذا الخلل المزمن والدفع في اتجاه إصلاحه. المستخدمون ليسوا عبيدا في عصر السياحة، بل هم شركاء في التنمية ورافعة أساسية لنجاح أي مشروع سياحي أو رياضي.
كفى صمتا، كفى تجاهلاً وكفى تهميشا. كرامة المستخدم في الفندقة ليست خيارا، بل شرطا أساسيا للنجاح.
التعاليق (0)