انتفضت الجامعة الوطنية لقطاع الصحة بطرفاية، من خلال مكتبها الإقليمي، في وقفة احتجاجية قوية نظمتها يوم الأربعاء 3 يوليو 2025 أمام مقر عمالة الإقليم، للتنديد بما وصفته بـ”الممارسات السلطوية والشطط الإداري” الصادر عن المندوب الإقليمي لوزارة الصحة. وشارك في هذه الوقفة أزيد من 140 من مناضلات ومناضلي النقابة، وسط شعارات غاضبة تطالب بوقف مسلسل الإهانة ورد الاعتبار للأطر الصحية.
وأكدت مصادر نقابية أن الحضور الكثيف لمناضلي الجامعة من مختلف أقاليم جهة العيون الساقية الحمراء، أبرز بشكل جلي حجم الغضب المتراكم داخل الجسم الصحي، كما أظهر وحدة الصف النقابي في مواجهة ما تعتبره النقابة “انحدارًا خطيرًا في شروط العمل وغيابًا تامًا للحوار واحترام الكرامة المهنية”.
وجاء هذا الشكل الاحتجاجي التصعيدي استكمالًا لمسار نضالي انطلق منذ 18 يونيو 2025، بتنظيم وقفة ومسيرة من أمام المركز الصحي بطرفاية تحت شعار “الكرامة أولًا”، في رسالة واضحة إلى الجهات المعنية بأن الوضع لم يعد يُحتمل وأن الصمت لم يعد خيارًا.
واتهمت النقابة المندوب الإقليمي بتكريس منطق الإقصاء، والإهانة اليومية في حق الأطر الصحية، إلى جانب اختلالات في التدبير المالي والإداري، قالت إنها لن تظل طي الكتمان. وشددت على أن المرحلة المقبلة ستشهد خطوات نضالية غير مسبوقة، مدعومة بوثائق ومعطيات سيتم الكشف عنها في الوقت المناسب.
كما أعلنت الجامعة الوطنية لقطاع الصحة بطرفاية استعدادها لخوض شكل نضالي جهوي متزامن مع الزيارة المرتقبة لمدير الموارد البشرية بوزارة الصحة إلى مدينة العيون، للتعبير عن رفضها التام للتدبير الفردي والتحكم في رقاب الموظفين، داعية في الوقت ذاته الوزارة الوصية إلى التدخل العاجل لوضع حد للتجاوزات وتفعيل آليات الحكامة والمحاسبة.
ورغم محاولات بعض الجهات تهوين الاحتجاج أو التشكيك فيه، شددت الجامعة على أن نضالها ليس موجهًا ضد أشخاص، بل هو دفاع مبدئي عن كرامة المهنيين، وتحصين للمرفق الصحي من العبث والتسلط، مؤكدة أنها لن تتراجع حتى تحقيق المطالب المشروعة في بيئة مهنية سليمة وعادلة تحترم الحقوق والكرامة.