أرقام قياسية جديدة: يوليوز 2025 ثالث أحر شهر في التاريخ.. هل أصبحت موجات الحر هي القاعدة الجديدة؟

البيئة والمناخ


أفاد تقرير حديث للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن شهر يوليو 2025 لم يكن مجرد شهر صيفي حار، بل أصبح ثالث أحر شهر يوليو تم تسجيله على الإطلاق، متأخرًا فقط عن عامي 2023 و 2024. هذا التصنيف المقلق يسلط الضوء على استمرار وتفاقم ظاهرة تغير المناخ وتأثيراتها المدمرة على مختلف أنحاء العالم.

موجات حر غير مسبوقة وحرائق غابات مدمرة

التقرير أشار إلى أن تأثير هذه الحرارة الشديدة لم يكن محصوراً بمنطقة واحدة. فقد عانت دول مثل السويد وفنلندا من فترات طويلة بشكل غير مألوف من درجات حرارة تجاوزت 30 درجة مئوية. في المقابل، واجه جنوب شرق أوروبا موجات حر وحرائق غابات كارثية، حيث سجلت تركيا رقماً قياسياً محلياً جديداً بلغ 50.5 درجة مئوية.

لم تكن القارة الآسيوية بمنأى عن هذه الظاهرة، حيث ارتفعت درجات الحرارة فوق المتوسط بشكل كبير في مناطق مثل جبال الهيمالايا، الصين، واليابان، مع استمرار هذه الأجواء الحارة في شهر أغسطس.

تأثير الجزر الحرارية: خطر يهدد المدن

التقرير سلط الضوء على أن الآثار الصحية للحرارة تكون أشد قسوة في المناطق الحضرية بسبب ما يعرف بـ”تأثير الجزر الحرارية الحضرية”، وهي ظاهرة تتسبب في ارتفاع درجة حرارة المدن مقارنة بالمناطق الريفية المحيطة بها. هذا التأثير يتفاقم مع استمرار التوسع العمراني، مما يجعل سكان المدن أكثر عرضة للمخاطر الصحية الناتجة عن الحرارة الشديدة

أنظمة إنذار مبكر لإنقاذ الأرواح

لمواجهة هذه التحديات، تعمل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية على تعزيز أنظمة الإنذار المبكر بالحرارة في إطار مبادرتها “إنذارات مبكرة للجميع”. تهدف هذه المبادرة، بالتعاون مع شركاء عالميين ومحليين، إلى مساعدة الدول على تطوير خطط عمل صحية لمواجهة الحرارة وتوفير تنبيهات في الوقت المناسب للمجموعات السكانية الأكثر عرضة للخطر.

ووفقًا لتقديرات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومنظمة الصحة العالمية، فإن توسيع نطاق أنظمة الإنذار الصحي بالحرارة في 57 دولة فقط يمكن أن ينقذ ما يقارب 100 ألف شخص سنويًا، مما يؤكد على أهمية هذه الإجراءات في حماية الأرواح في ظل الظروف المناخية القاسية.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً