حذرت الجامعة الوطنية لمستثمري النقل الطرقي من تداعيات ارتفاع أسعار المحروقات على القطاع، مشيرة إلى أن الزيادات المتتالية والقياسية في أثمنة المحروقات هي بمثابة “خطر يهدد استمرار اشتغال حافلات النقل العمومي للمسافرين”.
في هذا الصدد، أوضح سعيد سلاك، الكاتب العام للجامعة الوطنية لمستثمري النقل الطرقي، أن “ارتفاع أسعار المحروقات أثر بشكل كبير على قطاع النقل الطرقي بصفة عامة وقطاع النقل العمومي للمسافرين بصفة خاصة”، مشيرا إلى أن رؤساء الهيئات الوطنية لنقل المسافرين سيعقدون اجتماعا وطنيا طارئا لمناقشة الوضعية الراهنة.
وأكد ذات المتحدث في تصريحات صحفية أن “قرارات مصيرية” سيتم اتخاذها عقب الاجتماع المزمع عقده اليوم الخميس، أبرزها التوقف الاضطراري عن العمل بسبب تداعيات الزيادات المتتالية في المحروقات.
وأضاف سلاك أن جميع المؤشرات تصب في توقف اضطراري عن العمل، “مع العلم أننا مقبلون على مناسبة عيد الأضحى المبارك والكل يعلم ماذا يعني ذلك”.
وجدد الكاتب العام للجامعة الوطنية لمستثمري النقل الطرقي تأكيده على أن ارتفاع أسعار المحروقات “خطر كبير يهدد استمرار اشتغال قطاع النقل الطرقي”، لافتا إلى أن “الدعم المتواضع الذي قدمته الحكومة ضئيل وغير كافٍ، والدليل أنه لم يستطع التخفيف من معاناة المهنيين عبر المغرب”.
وأبرز المتحدث نفسه أن الهيئات المهنية سبق أن راسلت رئاسة الحكومة بخصوص الزيادات المتتالية في المحروقات وما لذلك من تأثير سلبي على القطاع، لكن “مع كامل الأسف ليس هناك تجاوب”، وفق تعبيره.
ومن جهته أكد الكاتب الوطني للنقابة الوطنية للنقل الطرقي للمسافرين، عابدين زيدان، أن بعض المهنيين توقفوا عن العمل اضطريا صباح يوم أمس الأربعاء، لاسيما في قطاع نقل المسافرين، بسبب الزيادة الجديدة التي شهدتها أسعار المحروقات.
وأكد زيدان أن “المهنيين لا يستطيعون استيعاب الزيادات المتتالية التي تسجلها أسعار المحروقات لاسيما أمام مداخيلهم المتواضعة وتداعيات أزمة كوفيد-19″، مشيرا إلى أن “هذه الأوضاع وضعت الكثيرين على حافة الإفلاس”.
وشدد المتحدث نفسه على أن “أسعار المحروقات أصبحت تشكل 90 في المائة من مداخيل المهنيين”، مسجلا أن “النسبة المتبقية لن تكفي لتغطية مصاريفهم والتزاماتهم الضرورية”.
وتفاعلا مع نفس الموضوع، أورد مصطفى القرقوري، الكاتب العام للنقابة الوطنية لقطاع النقل الطرقي للبضائع، أن “عددا كبيرا من المهنيين اكتشفوا أن الدعم الحكومي المقدم لهم لا يغطي الزيادات المتكررة في أسعار المحروقات، لاسيما أولئك المهنيون الذين يقطعون مسافات طويلة، كما أن بعضهم لم يتوصل بالدفعة الأولى منه”.
وشدد ذات النقابي على أن “الحكومة استقالت من مسؤوليتها بعدم اتخاذها الإجراءات اللازمة لمواجهة هذا الوضع”، مشيرا إلى “حتمية خوض مهنيي نقل البضائع إضرابا وطنيا في قادم الأيام”.
يذكر أن عددا من المواطنين والمهنيين تفاجؤوا صبيحة يوم أمس الأربعاء 15 يونيو الجاري، بزيادة جديدة في أسعار المحروقات، والتي تراوحت حسب مدن المملكة بين 15 و16 درهما للتر الواحد من الغازوال، و17 و18 درهما للتر الواحد من البنزين.
ويشار أيضا إلى أن حكومة عزيز أخنوش جددت التأكيد على لسان أكثر من وزير تشبثها بعدم دعم المحروقات، بدعوى استمرار دعمها قطاع النقل واتخاذها إجراءات أخرى لمواجهة الغلاء.
التعاليق (0)
التعاليق مغلقة.