على بعد أسبوع واحد فقط من عيد الأضحى، تستعد المدن المغربية لاستقبال الأطنان من مخلفات الأضاحي التي تضيق بها حاويات الأزبال والمناطق المحيطة بها، وهو ما أعاد إلى الواجهة مطلب اعتماد استراتيجيات محكمة للتعامل مع هذه الظاهرة التي تتكرر بشكل سنوي.
وحسب ما أورده مواطنون، فإن عيد الأضحى يمثل مناسبة دينية تكتسي قدسية كبيرة عند المغاربة، إلا أن هناك بعض الشوائب التي تنغص عليهم أجواء الاحتفال بها، مثل المخلفات والأزبال والقاذورات التي تنتجها بعض الممارسات في التعامل مع الأضاحي.
وانتقد ذات المتحدثين غياب الوعي الكافي لدى بعض المواطنين، والذي لم يصلوا بعد إلى مرحلة إعادة التفكير في طريقة تعاملهم مع أضحية العيد ومخلفاتها.
وأضاف هؤلاء بأن كميات من الأزبال ومخلفات الأضاحي تغزو العديد من الأزقة والشوارع في مدن مغربية عدة، وهي المظاهر التي تتكرر كل سنة، داعين عموم المواطنين إلى التحلي بروح الوعي والمسؤولية، وتدبير مخلفات العيد بطريقة حضارية وعقلانية.
وتفاعلا مع هذا الموضوع، كشف الخبير في البيئة والمناخ، مصطفى بنرامل، أن شركات التدبير المفوض أو المطارح بالمغرب لا ترقى إلى مستوى استيعاب المخلفات والأزبال التي تنتجها مناسبة عيد الأضحى، مشيرا إلى أن المواطنين مطالبون بدورهم باتخاذ جميع الإجراءات والاحتياطات الضرورية للتخفيف أكثر من النفايات العضوية الناتجة عن إعطاء الأضاحي التبن والأعلاف في الأيام التي تسبق يوم النحر.
وأوضح بنرامل أن شركات التدبير المفوض والجماعات الترابية والساكنة مطالبون بالتعاون من أجل التخلص نهائيا من المخلفات في كل الأماكن في اليوم الموالي لنحر الأضحية، حتى لا تكون لذلك عواقب سلبية، كانتشار الفيروسات والجراثيم التي يمكن أن تسبب أمراضا جلدية أو تنفسية للمواطنين.
وفي سياق متصل، شدد الخبير البيئي على ضرورة تنظيف الفضاءات والنقط السوداء في الأحياء، خاصة الشعبية والمناطق الهامشية، وتشديد مراقبة السلطات لأسواق بيع الأضاحي حتى تكون الأضاحي في بيئة عامة سليمة وخالية من الأمراض والفيروسات التي يمكن أن تشكل خطرا على صحة المواطنين.