في خضم التحديات التي تواجهها منطقة وجان بإقليم تزنيت، يُطرح سؤال عريض و ملح حول دور الأحزاب السياسية في دعم الساكنة والمساهمة في مواجهة الأزمات التي تعصف بالمنطقة.
فمنذ فترة، تعيش وجان حالة من التهميش والإقصاء، وسط غياب شبه تام لأي موقف واضح أو دعم ملموس من الأحزاب السياسية، مما يرقى إلى نوع من التخلي عن الساكنة في ظل ظروف تستوجب تكاتف الجميع.
الزمن التنموي في وجان يهدر بشكل يومي، ومع ذلك، لا نجد أي تحرك فعلي من الجهات التي من المفترض أن تكون في الصفوف الأولى للدفاع عن حقوق الساكنة والمطالبة بتحقيق التنمية العادلة.
هذا الصمت السياسي، سواء كان متعمداً أو ناتجاً عن لامبالاة، يعمق الجراح ويزيد من معاناة الساكنة التي تتطلع إلى مستقبل أفضل.
الأحزاب السياسية، التي ينبغي أن تكون صوت الساكنة في المؤسسات التمثيلية، تبدو وكأنها فقدت بوصلتها في وجان. إذ لا نشهد أي جهود حقيقية لإيجاد حلول للمشاكل التنموية التي تعاني منها المنطقة، ولا نرى أي مبادرات فعالة للتواصل مع الساكنة والاستماع إلى همومهم.
في ظل هذه الأوضاع، من الضروري أن تدرك الأحزاب السياسية أن دورها لا يقتصر على الحملات الانتخابية والشعارات الفارغة، بل يمتد إلى الوقوف بجانب الساكنة في الأوقات الصعبة والعمل الجاد على تحسين ظروفهم المعيشية.
فالتنمية الحقيقية لا تتحقق إلا بتضافر الجهود وتوجيه الطاقات نحو خدمة المواطن، وليس تجاهل مشاكله والانسحاب من دوره الأساسي.
إن استمرار هذا الغياب السياسي يعزز من شعور الساكنة بالخيبة ويفتح الباب أمام مزيد من التدهور التنموي في المنطقة. لذلك، فإن الوقت حان ليقف الجميع وقفة جادة مع وجان وساكنتها، ولتتحمل الأحزاب السياسية مسؤوليتها التاريخية في هذا الشأن.
عبدالله بن عيسى