يسود القلق في صفوف الأسر المغربية وباقي الفاعلين في الحياة المدرسية إزاء تزايد استخدام الهواتف والأجهزة الإلكترونية من طرف الأطفال والمراهقين، خاصة منذ سنين الطفولة المبكرة.
وتتخوف هذه الفئات من العواقب الوخيمة لاستعمال الهواتف على نمو الأطفال وتحصيلهم الدراسي وقدراتهم ومهاراتهم الإدراكية والسلوكية.
ويرى آباء وأولياء التلاميذ أن خطورة الهواتف واستعمالها بالمدارس أمر تجمع عليه مختلف مكونات المنظومة التعليمية والاجتماعية، مطالبين بضرورة حظر استخدام الهواتف واللوحات والأجهزة الإلكترونية في المدارس، خصوصا با
في المستويات الابتدائية والإعدادية.
وتفاعلا مع الموضوع، كشف رئيس الكونفدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالمغرب، سعيد كشاني،
أن الهواتف ومختلف أجهزة الاتصال الإلكترونية صارت تستعمل في الاتجاه السلبي، وهو ما رصده الآباء في تدني مستوى التعبير والتحليل مع ارتفاع منسوب الانعزالية ومهارة عدم التواصل البناء مع المحيط.
وحذر كشاني من هذا الوضع، داعيا الآباء وأولياء الأمور إلى تقييد استعمال الهواتف من لدن أبنائهم المتمدرسين، أو تعزيز مراقبتهم، خلال العمل بها.
وأشار رئيس الكونفدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالمغرب إلى أن “بعض المؤسسات الخصوصية المغربية حظرت استعمال الهاتف النقال في الأقسام، لكنه إجراء غير كاف، إذ يجب تعميمه حتى في مدارس التعليم العمومي”.
وشدد ذات المتحدث على أهمية انخراط الأساتذة لتجنيب التلاميذ عواقب استخدام هذه الوسائل، وتوعية التلاميذ بخصوص الآثار المدمرة للهواتف والشاشات على وجه العموم.
يذكر أن دراسة حديثة صادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قد نصحت بـ”الاستخدام المقيد والمسؤول للهواتف الجوالة في المدارس”.
هذا، وقد شرعت دول أوروبية في حظر استخدام الهواتف في المدارس والمؤسسات التعليمية، حيث فرضت هولندا مؤخرا حظرا كاملا على مستوى البلاد ضد استخدام الهواتف، في خطوة لافتة كانت قد سبقتها إلى تطبيقها كل من اليونان وإيطاليا أيضا، عبر منع استخدام الهواتف النقالة في الفصول،
بينما تدرس ألمانيا اتخاذ قرار مماثل منذ فترة.