كثرت وتنوعت في الوقت الراهن التحديات والصعاب التي يواجهها المحامي المتمرن بالمغرب ، وهو يشق طريقه لتحقيق مراده في أن يصبح محاميا مؤهلا لمزاولة مهنة المتاعب في مناخ من الحرية والاستقلالية.
فكيف الوصول ؟
وإذاكان تكوين المحامي المتمرن لتلقي ابجدية مهنة المحاماة مما يتعلمه من مكتب تمرينه او يتلقاه من عروض مواضيع ذات صلة بمهنته في ندوة التمرين أولوية ،فإن بناء شخصية المحامي الحر والمستقل تحتاج إلى اكثر من ذلك.
ولعل اكبر تحد يواجهه اليوم المحامي المتمرن هو فقدان الوسيلة في وسطه المهني لتأهيله في أن يصبح محاميا حرا ومستقلا وقادرا على أداء رسالته المهنية.
ولحسابات انتخابية ضيقة دفع الساهرون على الشأن المهني ومن يواليهم من المحامين إلى اعتبار المحامين المتمرنين مجرد كتلة بشرية، توجه منذ بداية التمرين لتتحول الى ارقام توظف في الانتخابات المهنية وهو ما ترتب عنه مخاطبتهم كعقل جمعي.
ان طريقة معالجة وضعية المحامين المتمرنين وما خلفه ذلك من صراع بين الاطراف المعنية بالانتخابات المهنية أدى ويؤدي ثمنه المحامي المتمرن الذي يتيه بين هذالاتجاه اوذاك مع ما يرتب ذلك من ضبابية وغموض وعجزعن إيجاد مسار مهني مناسب وتذوب شخصيته كفرد في مجموعة مصطنعة يفقد معها بوصلة طريقه الصحيح.
ان الواقع المهني بما هو عليه الآن علاقة بالمحامي المتمرن افقد هذالاخير ثقته بنفسه وسار ينظر إلى نفسه مجرد اداة في خدمة غيره من المحامين بحسب المراد منه .
إن غياب المناخ الملائم لبناء شخصية المحامي الحقيقية يفرض على المحامي المتمرن أن يجتهد اكثر وأن يتحرر من قبضة العقل الجمعي الذي حشر فيه عمدا ،وأن يدرك أن فترة
تمرينه هي المناسبة الوحيدة لتحقيق طموحه في أن يبني نفسه كي يكون محاميا حقيقيا اي حرا ومستقلا وذلك بالتخلص من كل تبعية لأي كان وبأية صفة.
إن المحامي المتمرن الساعي إلى تحقيق حريته واستقلا له مطالب في أن ينوع مصادر معرفته و تعلمه وان لا يقصر تكوينه على مادةالقانون وحدها كون هذه الأخير ة تمكنه فقط من الوسيلة ولا تحقق غايته في أن يحمل صفة محامي المؤدي لرسالته المهنية.
قيل إن خطوة الف ميل تبدأ من الخطوة الأولى ،فإن هذالمثل يجد تطبيقه في مسار المحامي المتمرن الذي عليه ليكون محاميا حقيقيا حاملا لرسالة مهنة المحاماة أن يدرب نفسه كي يكون حرا ومستقلا وغير تابع ولا خاضع لاي احد إلا بما تحدده له في عمله قواعد مهنة المحاماة واعرافها.
الاستاذ اليزيد كونكا