يعتبر سوق الثلاثاء الأسبوعي بإنزكان، الذي كان يعرف قديما بـ”ثلاثاء واكسيمين” من أقدم الأسواق الأسبوعية بمنطقة سوس إن لم نقل بجهة سوس ماسة، غير أن “العشوائية والفوضى” التي يتخبط فيها دائما ما تكون محط شكايات متكررة من مرتاديه.
ومن بين ما يعيبه الزبناء على هذا السوق تحويل العديد من ممراته إلى مستودعات للسلع وتجارة الجملة والتجارة بالتجوال، حيث يتم وضع السلع بالممرات، وهو ما يخلق اكتظاظا وزحاما شديدين، خاصة خلال نهاية الأسبوع.
وإلى جانب ذلك، يشتكي العديد من المواطنين من التعرض للسرقة داخل السوق، وخاصة في الأبواب الرئيسية، التي تشهد بدورها ازدحاما كبيرا، يجد معه اللصوص فرصة مناسبة للتفتيش في جيوب المواطنين وحقائب النساء، وغير ذلك من الممارسات الخارجة عن القانون.
ومن جهة أخرى، تنتشر بهذا السوق العديد من المقاهي ومحلات الحلويات التي تعرض منتجاتها للمواطنين، في حين لا أحد يعلم بظروف صنعها ولا طريقة تهييئها، كما أن جميع المؤشرات تدل على غياب شروط السلامة الصحية في عرض وترويج هذه المنتوجات، إذ لا تخزين ولا مبردات و لا ثلاجات ولا حافظات زجاجية لحفظ جودتها، فهي تعرض طيلة اليوم لزوار السوق على الهواء، وفي المساء تغطى بغطاءات بلاستيكية لتتحول إلى وجبات لذيذة لفائدة أفواج الجردان المنتشرة هنا وهناك.
ويأتي هذا في الوقت الذي شهد سوق الثلاثاء عدة نكسات تجلت في تعرضه لحرائق مهولة في السنوات الأخيرة بسبب الإستعمال العشوائي لقنينات الغاز أو بسبب التماس الكهربائي، وهو ما يجعل حياة مرتاديه والتجار المزاولين به في خطر دائم.
إن “العشوائية والفوضى” التي يتخبط فيها هذا السوق تضع لا محالة سمعته على المحك، في حين يرى مواطنون أن الوضع يتطلب التفاتة جريئة من المجلس الجماعي لإنزكان من أجل محاربة هذه الظواهر وتفعيل المراقبة والزجر، وإعادة تأهيل بعض مرافق السوق، بالشكل الذي سيمكن من استمراره في أداء وظيفته والاستمرار في الإشعاع الذي يوفره لمدينة إنزكان.