كشف تحقيق صحفي اعده الزميل سعيد أهمان، أن في يوم 13 يونيو 2001 أعطى الملك محمد السادس انطلاق مشروع تهيئة “المدينة السياحية” الجديدة لتاغزوت إلى جانب مشاريع أخرى بالمنطقة، ومنح المشروع لإمبراطور الإعلام السعودي آنذاك، الشيخ كامل صالح صاحب شركة “دالة البركة” و”قصر الورود الدولي” بأكادير.
وبحسب التحقيق الصحفي، فإن الإجراءات المرتبطة ببداية الأشغال لم تكن متوفرة، إذ لم يتم تهيئ تصاميم التهيئة ولا الدراسات المرتبطة بالمشروع الذي أريد له أن ينجز فوق حوالي 683 هكتار من الأراضي الساحلية، واكتفى الوالي محمد غرابي ووزارة السياحة، آنذاك، بإعداد أرضية استقبال الملك على شاطئ تغازوت فقط.
وكشف التحقيق عن البطاقة التقنية للمشروع السياحي ، حيث أكد بأن الأمر يتعلق الأمر بـ 32 بقعة تحوي إقامات سياحية فخمة و 34 بقعة لبناء فنادق مصنفة، بالإضافة إلى 19 عقارا تقام عليها 8 أندية للتنشيط وتجهيز ملاعب لرياضة الكولف ومساحات تجارية وغيرها من أحلام إمبراطور الإعلام وشريكه المغربي عز الدين الخواجة الذي سبق له أن عرض بإحدى الفنادق مشروعه فوق الورق، مما عطل المشروع لـ7 سنوات.
واعتبر المشروع حجر الزاوية في استراتيجية التنمية السياحية المعروفة بـ”رؤية 2010″، لكونها تمثل 20 في المائة من مشروع تمديد المنتجعات الشاطئية المستهدفة في إطار مشروع “المخطط الأزرق”.
وأوضح التحقيق أن وزيره في السياحة أنداك في حكومة عبدالرحمان اليوسفي ، الاشتراكي حسن الصبار، وقف ضد منح المشروع للمستثمر السعودي المحتال، ويٌعتقد أن معارضته كانت وراء خروجه من الحكومة مع أول تعديل في حكومة اليوسفي، حيث ضم قطاع السياحة آنذاك إلى وزارة الاقتصاد والمالية برئاسة فتح الله ولعلو، الذي كان أكثر الوزراء “الاتحاديين” “ليونة” في الاستجابة إلى ما يٌملى عليه من فوق.
غير أنه بعد خمس سنوات من الانتظار، لم يف المستثمر السعودي ببنود الاتفاقية الإطار التي وقعت بينه وبين حكومة عبد الرحمان اليوسفي ، ليتم فيما بعد تجديد الصفقة مع مستثمرين جدد سنة 2006، ولم تنطلق الأشغال إلا يوم 17 يناير 2007.
وأشار التحقيق إلى أن بعد اعتراف الحكومة بفشل المشروع الأول الذي أعطى الملك انطلاقته وأجبرت على النطق علنا بحكم فشلها للمرة الثانية، وعلى مدى تسع سنوات، في تدبير ملف المحطة السياحية “تغازوت”، حيث تم إعلان إلغاء عقد الاتفاق الذي كان يربطها بالشركة الأمريكية “كولوني كابيتال” والشركة الكنارية “ساتوكانلوبيسان” ColonyCapital/Satocan / Lopesan، في 8 مايو 2008، من أجل تهيئة المحطة السياحية الجديدة “تغازوت” على أربع مراحل.
واضاف أهمان في ذات التحقيق بأن المشروع الجديد بلغت كلفته الاستثمارية نحو 9.5 مليار دولار، وكان يتضمن إنشاء فندق من 165 غرفة و60 وحدة من الفيلات الفاخرة التابعة لسلسلة “رافل” العالمية، وملعب غولف ذي 18 حفرة.
في هذا السياق، أكد محمد بوسعيد، وزير السياحة آنذاك والرئيس المدير العام للشركة، أن الأخيرة ستفتتح أول فندق تابع لهذه السلسلة، ضمن هذا المشروع “الحلم”، في القارة الإفريقية بداية عام 2010.
وتابع نفس المصدر بأن الأماني كبرت وتزايدت الانتظارات، حينما أوضح بوسعيد في لقاء صحفي عقد بمدينة أكادير، أن المشروع “الحلم” سيوفر 500 منصب شغل قار و 700 منصب شغل غير مباشر، وستكون “تغازوت” علامة فاخرة، وأن 70 هكتارا من شجر الأركان الثروة الرمزية للمنطقة ستتم حمايته.
ولفت التحقيق بأن المشروع “الحلم” “تاغزوت باي”، وفقا للعقد الموقع بين الطرفين، يقضي بإنجاز حوالي 21 ألف سرير، منها 15 ألف و800 سرير فندقي وتشمل تجهيزات ومرافق متنوعة للاستجمام، خاصة ملعبين للغولف يتوفران على 27 حفرة في المجموع، ومدينة “قلب الحياة”، تضم مرافق للتجارة والصناعة التقليدية وأنشطة مختلفة ومسبحا ومصحة. وقدر حجم الاستثمارات (بما فيها التجهيزات الأساسية والوحدات الفندقية والاقامات والتنشيط) بـ 10 ملايير درهم، مما سيرفع الطاقة الاستيعابية للفنادق بأكادير والمناطق المجاورة إلى 50100 سرير في أفق عام 2010.
غير أن المشروع تأخر إنجازه بسنة عن الموعد المحدد في عقد التفويت، وتوقفت الأشغال 15 يوما بعد الإعلان عن إنجازه. فغادرت عشرات الآليات ومئات العمال ورش بناء أول وحدة فندقية بالمحطة السياحية الجديدة “تغازوت”، وصار الورش منطقة مهجورة، فيما رد الوزير بوسعيد على بطء تقدم وثيرة الإنجاز بما أسماه “تعقد المشروع”، فيما ربط ذلك مراقبون ذلك بـ” الأزمة المالية العالمية”.
وأفاد الزميل سعيد أهمان بأنه، وبعد بعد إقرار فشل مشروع “تغازوت” للمرة الثانية، عهد المشروع لأربع شركاء جدد، وهي “صندوق الإيداع والتدبير” و”الشركة المغربية للهندسة السياحية” ومجموعة “أليانس” للتنمية العقارية ومجموعة “شركاء الجنوب”، من أجل إنجاز أكبر مشروع سياحي في جنوب المغرب، على مساحة 615 هكتارا تمتد 4.5 كيلومترا على طول الشاطئ ويندرج ضمن “المخطط الأزرق”، هدفه إبراز التراث الطبيعي والثقافي لمنطقة سوس، وكذا خلق فرص التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة الأصيلة في المنطقة.
ووفق التحقيق نفسه، فالأمر يتعلق بمشروع يتضمن ستة (06) فنادق فاخرة تطل على البحر. وهي “خليج تيكيدا ريو أرجان” و”حياة ريجنسي”، و”هيلتون”، و”فيرمونت”، و”بيكالباتروس” و”ماريوت”، فضلا عن مرافق رياضية وسياحية وترفيهية ونواد شاطئية، تضم ملاعب للتنس وغولف وركوب الأمواج وكرة القدم.