أطاحت عناصر الشرطة بالمفوضية الجهوية للأمن بمنطقة تيكيوين بأكادير، مؤخرا، بأربعيني عرض العشرات من الضحايا للنصب، بعد إيهامهم بتهجيرهم إلى أوروبا للعمل بعقود وهمية.
وكشفت المعلومات الأولية للبحث أن المتهم كان يتصيد ضحاياه الحالمين بالهجرة ويعرض عليهم عقودا للعمل بقطاعات الفلاحة والتجارة بكل من إسبانيا وإيطاليا، مقابل مبالغ مالية.
وحسب ما أوردته جريدة “الصباح” في عددها ليوم الجمعة 22 مارس الجاري، فقد نجح المتهم في إيهام ضحاياه بالهجرة إلى الخارج وتحسين وضعيتهم الاجتماعية، معتمدا على أناقته وعقود العمل المزورة، وهو ما مكنه من النصب على العشرات منهم، قبل أن يتبين لهم بعد مرور الوقت أن تلك العقود وهمية.
وتم توقيف المتهم بعد توصل المصالح الأمنية بأكادير بشكايات من عدد من الضحايا، يتهمون فيها شخصا بالنصب عليهم باسم العمل في إسبانيا وإيطاليا، وذلك بمنحهم عقودا تبين أنها وهمية، إذ أن المعني بالأمر كان يكتفي بإطلاعهم عليها، ويشترط عليهم تسليمه الدفعة الأولى من المبلغ المتفق عليه من أجل تسليمهم العقود، وهو ما جعل ضحاياه يسلمونه
مبالغ مالية تتراوح ما بين 5000 درهم و 12 ألف درهم لكل شخص.
وأفاد هؤلاء بأن المتهم كان يختفي عن الأنظار بمجرد توصله بالمبالغ المالية، فيما يواجه بعضا منهم بالتسويف ووعود المماطلة، مدعيا أن تأخر تسليمهم عقود العمل راجع إلى وجود مشاكل مع القنصلية، والتي سيعمل على حلها في القريب العاجل.
وتبعا لذلك، باشرت المصالح الأمنية بتيكيوين الأبحاث والتحريات التي أسفرت عن تحديد هوية المشتبه فيه وتوقيفه، وذلك بعد نصب كمين له بتنسيق مع الضحايا الذين استدرجوه قبل أن يجد نفسه محاصرا من طرف عناصر الشرطة التي اعتقلته بمنطقة تيكيوين التابعة للجماعة الترابية أكادير.
هذا، وقد مكنت عملية التفايش المنجزة من داخل منزل المتهم عن حجز نسخ لوثائق تعريفية وجوازات سفر في اسم الغير، وكذا مجموعة من الاعترافات بالدين ومجموعة من عقود العمل المزورة، فضلا عن إيصالات لتحويلات مالية يشتبه في كونها من متحصلات نشاطه الإجرامي.
وتقرر الاحتقاظ بالموقوف تحت تدابير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية، فيما تتواصل الأبحاث والتحريات بغرض توقيف باقي المساهمين والمشاركين في ارتكاب الأفعال الإجرامية السالف ذكرها.