في نهاية السبعينيات وبداية التمانبنات عرفت الساحة الفنية الامازيغية صراعا فنيا بين بعض الروايس الروايس .معركة وظفت فيها الاغنية-في مجال ترويسا – سلاحا للقصف والقصف المضاد.
وتعود الأسباب الخفية لهذه المعركة الى المنافسة بين الفنانات في سعيهن لنيل المزيد من الحظوة والشهرة ، فقد كان هناك سوء تفاهم بين رقية تلبنسبرت وتحيحيت مجاهد ،فلجات رقية الى البنسير الذي أمدها بنص تهجو فيه غريمتها ، وللرد عليها تواصلت مجاهد محمد بويسمومين لتولى مهام نظم الرد .
وحين أيقن البنسير أن المعركة ستأخذ أبعادا أخرى لجأ إلى إصلاح ذات البين بين الفنانتين وأنشد بالمناسبة نصا ضمنه عبارة (هان لعدو النون اگيي ن شيشاوة اغ للان ) الشيء الذي فهم فيه محمد بويسمومين أنه المعنى بذلك فغنى نصا طويلا للرد على البنسير (النص عرف ب : إرب البرويطا گ لقياس امتوسيت ….) وهذا ما أعطى الشرارة لمعركة انتدب فيها الحسين أمنتاك للتصدي لبويسمومين دفاعا عن البنسير ،فتوالى القصف بين الطرفين، قصف وظف فيه قاموس من السباب والشتم بابخس النعوت .
هذه المعركة ستخلف كما هائلا من القصائد في الهجو والمتناقضات وانضافت تسماء من انظامن وروايس للاصطفاف وراء هذا وذاك . وتحتاج هذه المعركة الفنية في متونها الى دراسة للوقوف على المزيد من خصائص قصائدها، وقبل ذلك تحتاج الى المساءلة التاريخية لتحديد الأسباب الخفية وراءها.
***بقلم محمد ايت بن علي**