الجمعية المهنية للجزارين بأكادير تنظم لقاء تواصليا بمناسبة إصدار مجلتها الثالثة و تستعرض مسارا حافلا بالعطاء منذ 1988

أكادير والجهات

نظّمت الجمعية المهنية للجزارين بمدينة أكادير لقاءً تواصليًا، يوم 24 دجنبر 2025 بغرفة التجارة و الصناعة و الخدمات، بمناسبة إصدار العدد الثالث من مجلتها الدورية، في محطة شكلت فرصة لتسليط الضوء على مسار جمعية عريقة تأسست سنة 1988، وتُعد اليوم جزءًا من الموروث الجمعوي والمهني للمدينة، باعتبارها من أقدم الهيئات المدنية التي ساهمت في تأطير قطاع الجزارة وخدمة المجتمع المحلي.

اللقاء التواصلي، الذي حضرته شخصيات وازنة لها صلة بالقطاع، من بينها الكاتب العام للجمعية، ورئيس جامعة حماية المستهلك، إلى جانب فاعلين جمعويين، وشخصيات إدارية و أكاديمية وإعلامية، ورئيسات ورؤساء جمعيات محلية، شكّل مناسبة لاستعراض أبرز محطات وأنشطة الجمعية، الاجتماعية والإنسانية والرياضية، وكذا انفتاحها الدائم على مختلف المؤسسات.

وخلال هذا اللقاء، تم التذكير بالدور البارز الذي لعبته الجمعية خلال فترة جائحة كوفيد-19، حيث سعت، في ظروف استثنائية، إلى ضمان تزويد المواطنين باللحوم الحمراء بشكل منتظم، من خلال التنسيق مع الجهات المختصة، وإعداد وتسليم شواهد التنقل للجزارين ومهنيي القطاع، مع احترام التدابير الاحترازية والوقائية. كما بادرت الجمعية إلى تنظيم لقاءات تحسيسية وتوعوية، والانخراط العملي في الجهود الوطنية لمواجهة الجائحة، تجسيدًا لقيم التضامن والتآزر، انسجامًا مع التوجيهات الملكية السامية.

وفي الإطار الإنساني ذاته، قامت الجمعية بتوزيع أزيد من 120 قفة من المواد الغذائية على أسر معوزة في أحياء متفرقة من مدينة أكادير، إلى جانب تنظيم حملة للتبرع بالدم، في مبادرة لقيت استحسانًا واسعًا من طرف الساكنة.
أما العدد الثالث من مجلة الجمعية، فقد أبرز استمرارية هذا النهج التضامني، من خلال توثيق أنشطة إنسانية واجتماعية متميزة، من بينها زيارة دار الراحة بأكادير، وإحياء الصلة مع نزلائها ومشاركتهم لحظات الفرح، إضافة إلى المبادرة التي أطلقتها الجمعية عقب الزلزال الذي ضرب مناطق الأطلس في شتنبر 2023، حيث خصصت شاحنة محملة بالأغطية والمواد الغذائية، جرى إرسالها لفائدة المتضررين.

وفي سياق تكريس ثقافة الاعتراف، حرصت الجمعية على تكريم عدد من الشخصيات الوطنية والفاعلين الجمعويين، من بينهم المرأة الجزارة التي اقتحمت مجالًا ظل لعقود حكرًا على الرجال، في بادرة تهدف إلى تشجيع حضور المرأة وتعزيز مكانتها داخل القطاع. كما أولت الجمعية أهمية للجانب الروحي والثقافي، من خلال إحياء عادة “المعروف” أو الصدقة، حفاظًا على تقاليد الساكنة المحلية، حيث تم تنظيم معروف تقرر أن يصبح موعدًا سنويًا للترحم على الأموات.

وشمل برنامج التكريم أيضًا والي أمن أكادير، اعترافًا بما تبذله أسرة الأمن الوطني من تضحيات جسام في سبيل حفظ الأمن والاستقرار، فضلًا عن مشاركة الجمعية المستمرة في مختلف الاحتفالات والأعياد الوطنية، وعلى رأسها عيد الوحدة.
ورغم تعدد الأنشطة والمبادرات، شدد المتدخلون خلال اللقاء على أن المطلب الأساسي والملح للجمعية اليوم يتمثل في الإسراع بتشييد مجزرة عصرية تليق بمدينة الانبعاث، وتستجيب للمعايير الصحية والبيئية، بما يضمن كرامة المهنيين وجودة الخدمات المقدمة للمستهلك.

لقاء تواصلي أكد، مرة أخرى، أن الجمعية المهنية للجزارين بأكادير ليست مجرد إطار مهني، بل فاعل جمعوي متجذر في النسيج الاجتماعي للمدينة، يراكم المبادرات ويؤمن بأن خدمة المواطن والتضامن والالتزام قيم ثابتة لا تتغير بتغير الظروف.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً