المغرب يتوّج بكأس العالم U20: أول لقب عربي وثاني إفريقي… ووسائل الإعلام العالمية تُشيد بالإنجاز التاريخي

أكادير الرياضي

صنع المنتخب المغرب لأقل من 20 سنة التاريخ في سانتياغو بعدما هزم الأرجنتين بهدفين دون رد في نهائي كأس العالم للشباب ليلة 19 أكتوبر 2025، ليصبح أول منتخب عربي يتوّج بهذا اللقب وثاني منتخب إفريقي يحققه بعد غانا 2009. ويتحوّل الانتصار من مجرد فوز في مباراة فاصلة إلى حدث عالمي احتفت به كبريات المنصات الرياضية، مؤكدة أن ما وقع في تشيلي يعكس تحوّلًا في خرائط القوة على مستوى الفئات السنية، وأن المشروع المغربي بات يترجم عمل سنوات من الاستثمار في التكوين والبنية التحتية إلى ألقاب لا إلى مشاركات رمزية.

وحسم “الأشبال” النهائي بثنائية ياسر زابيري، الأولى من ركلة حرة متقنة في الدقيقة 12، والثانية من متابعة قريبة بعد 17 دقيقة، بينما يحافظ المنتخب على صلابته الدفاعية وتركيزه الذهني حتى صافرة النهاية. ويأتي التتويج تتويجًا لمسارٍ مرّ عبر كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وفرنسا، قبل الوصول إلى القمة أمام منتخب يُعدّ من أعتى مدارس الكرة عالميًا.

وتشدد قراءات دولية عديدة على أن الفوز لم يكن وليد مصادفة، بل نتيجة تخطيط طويل الأمد لمنظومة التكوين، وتراكم خبرات أكاديمية، واشتغال علمي على التفاصيل التكتيكية والبدنية والذهنية. وتبرز التعليقات البعد الرمزي للنصر، باعتباره كسرًا لسقف طالما حال دون اعتلاء منتخبات عربية منصات التتويج العالمية في الفئات العمرية، ورسالة أمل بأن إفريقيا والعالم العربي قادران على منافسة التقليديين عندما تتوافر الرؤية والإدارة والموارد.

ويُنتظر أن يفتح اللقب الباب أمام موجة ثقة جديدة داخل المنظومة الكروية المغربية: أندية أكثر جرأة في ترقية خريجي الأكاديميات، واستثمارات أوسع في مراكز التكوين والعلوم الرياضية، ومسارات مهنية أسرع للمواهب نحو المنتخبات العليا. ومع صدى الإنجاز خارجيًا، تتساءل تحليلات دولية إن كان المغرب بصدد تثبيت نفسه مرشحًا جديًا في الاستحقاقات الكبرى المقبلة، وما إذا كنا أمام بداية دورة هيمنة إقليمية تُبنى على قاعدة شبابية صلبة.

ويختتم المغرب ليلة سانتياغو بإعلان واضح: زمن المشاركات المشرفة ولى، وزمن الحصاد بدأ. فاللقب لا يُسجل فقط في دفاتر الاتحاد الدولي، بل في ذاكرة جيلٍ اكتشف أن اللعب الجميل حين يلتقي بالانضباط والجرأة يصنع تاريخًا لا يُمحى.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً