احتجاجات بمستشفى إنزكان.. الأطر الصحية تدق ناقوس الخطر بسبب “الوضع الكارثي” بقسم الأمراض النفسية

احتجاجات بمستشفى إنزكان.. الأطر الصحية تدق ناقوس الخطر بسبب “الوضع الكارثي” بقسم الأمراض النفسية أكادير والجهات

agadir24 – أكادير24

تعيش الأطر الصحية بقسم الأمراض النفسية بالمركز الاستشفائي الإقليمي إنزكان أيت ملول على وقع احتجاجات متواصلة، تنديدا بما وصفته بـ”الوضع الكارثي” الذي يعيشه هذا المرفق الصحي، في ظل غياب الحد الأدنى من شروط الاشتغال اللائق والآمن.

ويأتي هذا التحرك المهني، وفق ما أفادت به مصادر من داخل المستشفى، بعد تراكم اختلالات خطيرة أثرت سلبا على جودة الخدمات المقدمة للمرضى، كما أنها تهدد سلامة الأطقم الطبية والنزلاء على حد سواء.

وأكدت إفادات من داخل القسم أن غياب الأدوية الأساسية للعلاج النفسي يعد من أبرز المشاكل التي تعاني منها المؤسسة، الأمر الذي يضع المرضى في وضعية صحية حرجة، ويعقد مهام الطاقم الطبي في التحكم في الأعراض والسلوكيات الناتجة عن الاضطرابات النفسية.

وفي سياق متصل، يواجه العاملون متابعات قضائية متكررة بسبب حالات هروب عدد من المرضى من المؤسسة، وهو ما يحملهم مسؤولية كبيرة، في ظل غياب وسائل الحماية والدعم الضرورية.

ونبهت المصادر ذاتها إلى خطورة اختلاط المرضى المدنيين بسجناء يعانون من اضطرابات نفسية، محذرة من تداعيات أمنية محتملة قد تترتب عن هذه الوضعية، خصوصا في غياب آليات الفصل والمراقبة الدقيقة.

وأضافت المصادر أن من بين التحديات اليومية كذلك غياب الملفات الصحية للمرضى الجدد، ما يجعل الطاقم الطبي يواجه حالات مجهولة من حيث التشخيص والتاريخ العلاجي، ويضعه في مأزق طبي عند تحديد نوعية التدخلات المناسبة.

وأمام هذا الواقع، تطالب الأطر الصحية الجهات الوصية بضرورة التدخل العاجل لإعادة الاعتبار للقسم، وتوفير الحد الأدنى من الشروط التي تضمن سلامة العاملين والنزلاء، وصيانة كرامة المريض النفسي، بعيدا عن منطق الإهمال والتهميش الذي يطبع التعامل مع هذا المرفق الحيوي.

وتفاعلا مع هذا الموضوع، كشف مصطفى كانون، الكاتب الجهوي للجامعة الوطنية لقطاع الصحة بسوس ماسة، أن
ظروف الاستشفاء بقسم الأمراض النفسية بالمستشفى الإقليمي بإنزكان أيت ملول غير جيدة ولا تتلاءم وحاجيات التطبيب التي من المفترض أن تتوفر للمرضى، وهو ما يلقي بظلاله على مردودية وظروف عمل الأطر الصحية.

وأوضح كانون أن الاحتجاجات التي تقوم بها الأطر الصحية تأتي بعد توجيه العديد من المراسلات إلى المديرة الجهوية وباقي المؤسسات الإقليمية المعنية، بشأن المشاكل والإكراهات التي تتخبط فيها العملية الاستشفائية بالمؤسسة الصحية، دون أن تتلقى أي تجاوب صريح وفعال مع الملف المطلبي للأطقم العاملة بها.

وأكد ذات المتحدث أن الطاقة الاستيعابية للمستشفى لا تتعدى 70 سريرا، إلا أنها دائما ما تتجاوز ذلك لتصل إلى 140 ثم 160 مريضا في العديد من الأحيان، وهي أرقام، بحسبه، تلخص ظروف عيش واستقرار المرضى داخل المستشفى.

ونبه الكاتب الجهوي إلى أزمة العطش والنظافة التي يعاني منها المرضى بسبب عدم توفر بعض غرف العزل على المياه، مما يفاقم من أزمة النظافة لدى العديد منهم ويجعل الوضع أكثر كارثية، إضافة إلى نقص الكهرباء في العديد من أجنحة المستشفى، ما يضطر الأطر العاملة إلى استخدام الهواتف النقالة عند تقديم العلاج للمرضى، في غياب تام لشروط السلامة للمريض والممرض معا.

وشدد ذات المتحدث على أن الوضع القائم تسبب للكثير من أفراد الأسرة الطبية بالمستشفى في أزمات نفسية نتيجة الضغوطات ومحيط العمل السيئ، محملا المسؤولية فيما آل إليه الوضع الصحي بمستشفى إنزكان إلى المصالح الإقليمية والجهوية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً