دفعت الولايات المتحدة بأقوى سلاح تقني لديها—قنابل GBU‑57 “أم القنابل”—لاختراق أعمق نقطة في برنامج إيران النووي المدفون تحت جبل “فوردو”، لكن الخبراء يشككون في نجاح الضربة في إنهاء المشروع النووي بالكامل.
هذا، وأفادت رويترز أن العملية، المسماة “Operation Midnight Hammer”، استخدمت 14 قنبلة GBU‑57 عبر قاذفات B‑2، بالتزامن مع صواريخ كروز على مواقع نطنز وأصفهان، ما أحدث أضرارًا “بالغة” في مداخل فوردو السطحية وهو ما أكدته صور الأقمار الصناعية التي أظهرت حُفرًا وانهيارات فوق الجبل .
لكن رويترز نفسها نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الغرف الأساسية للطرد المركزي، الواقعة على عمق نحو 80–90 مترًا داخل فوردو، قد تبقى دون تدمير كامل .
ونقل موقع Times UK عن خبير نووي سابق في الأمم المتحدة، ديفيد أولبرايت، قوله إن القنابل اخترقت المداخل الخارجية لكنها لم تؤكد الضرر في الأنفاق الداخلية .
ووفق تقرير مشترك لنشريتي Scientific American وCouncil on Strategic and International Studies، فإن قدرة GBU‑57 على اختراق الخرسانة تصل إلى 18 مترًا، والتراب حتى 60 مترًا، لكن معدن وشدة بناء فوردو ربما يفوقان هذه المواصفات .
من جانب آخر، ذكرت رويترز أن إيران ما زالت تخزن نحو 400 كغ من اليورانيوم عالي التخصيب (60٪)، مما يؤهلها نظريًا لإنتاج حوالي تسع رؤوس نووية إذا قررت مواصلة التخصيب بسرعة .
وبالرغم من الانتقادات، نقلت يورونيوز عن وزارة الطاقة الذرية الإيرانية قولها إن “الضرر محدود ولا يطال البنية التحتية الأساسية لتخصيب اليورانيوم”، مشيرة إلى نجاح طهران في نقل المواد النووية إلى مواقع محصنة قبل الضربات .
حتى الآن، يمكن القول إن الضربة كانت “رمزية” لكنها تقدمية، بما تمثله من رسالة قوة أميركية وقدرة على الوصول إلى العمق المحصن. ومع ذلك، يرى خبراء من Foreign Policy وDefenseNews أن إضعافاً جزئياً وحده لن يوقف الطموح النووي الإيراني، الذي قد يزيد من تركيزه تحت الأرض ببدائل أكثر تحصينًا
التعاليق (0)