الاستاذ اليزيد كونكا
لا يختلف اتنان على ان هناك نظاما عالميا موجود ا،وقد بدأ ظهوره منذ نهاية الحرب العالمية التانية وهو الذي يدير العالم وفق تصوره ومصالح الجهة التي اوجدته ممثلة في الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية ، إلا ان هذاالنظام لم يعد يتسع للجميع و قد نفذت مهمته ، وقد يفتح المجال لقيام نظام عالمي جديد و في هيكل مخالف لسابقه سيكون اكثر تحكما وسيطرة، إذا نجح في الخروج إلى العلن .
والحديث السائد لدى الاوساط المهتمة في العلاقات الدولية ومستقبل العالم، فإنهم يخمنون من خلال ما توفر لديهم من معطيات ، وقراءت للأحداث وربط بعضها ببعض، أن من يسعى إلى تغيير النظام العالمي القائم الممثل ظاهريا بجمعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن بها واجهزتها الاخرى ، فإنه يخطط لوضع بديل له تكون له الوسيلة والقوة ما بجعل جهاز ه المركزي مرتبط بشكل مباشر بحكومات الدول التي ستكون ممثلة فيه، والذي سيأخذ تشكيله وقتا -إذا نجحت الخطط الموضوعة سلفا _ هذا الجهاز العالمي الذي سيجعل كل دول العالم منضوية تحت لوائه ومن بقي خارجا منها عن التمثيل فيه ستصنف كدولة مارقة Rogue state وستحارب بكل الوسائل حتى خضوعها للنظام العالمي الجديد ، والعمل تحت لوائه ،وهو ما يعني انتهاء مرحلة ما يعرف بسيادة الدول وذوبانها وجعل كل قرارات الدول المصيرية رهينة بالموافقة من الحكومة العالمية ،التي وإن تشكلت أجهزتها من دول العالم ،إلا أن قادتها، واطرها ستتشكل من رؤساء الشركات العابرة للقارات التي ستعطى لها الإمكانية والوسيلة العملية لخلق تبعية مباشرة لها للشركات المحلية بكل دولة بحسب طبيعة النشاط الاقتصادي او الخدماتي للشركات الكبرى والمهيمنة على الاقتصاد العالمي .
والظاهر ان منظري هذه الحكومة العالمية قد عملوا منذ مدة في البحث عن دمج النخب السياسية والدينية في العالم لها .
والسؤال الذي يطرح هو لماذ لم تعلن هذه الحكومة عن خروجها او قيامها حتى الآن؟ وقد أظهرت ما يعرف بجائحة كورونا مدى قدر تها وتحكمها فعلا في حكومات العالم ونخبها السياسية ؟ .
والجواب عن السؤال يكمن في حدثين الأول هو وصول الرئيس ترامب إلى السلطة بما يمثله من توجه مخالف تماما لبرامج هذه الحكومة العالمية ،وهو الذي يعمل بإدراك او من غير إدراك من أجل تقويض اطروحة الحكومة العالمية ،وذلك بالتخلص من نخبها المتحكمة والمتجدرة في الإدارة المركزية الأمريكية وفي صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم .،وأما الحدث الثاني والذي لم تتشكل معالمه بعد وهو ظهور تجمع ما يسمى دول بريكس ،والذي ظهر كمن يسابق الزمن ليعرقل ظهور تلك الحكومة العالمية.
فماذا تخفي السنوات القادمة وماهو مصير عالم اليوم الذي فقد نظامه القائم كل أسباب وجوده ،وهل يسبق ظهور الحكومة العالمية اولا تفكيك الدول القائمة وتقسيمها إلى دويلات صغيرة بعرقيات وطوائف ؟، حتى تسهل عملية التحكم والسيطرة ام أنه قد يكون فات الأوان على المتربصين والمخططين لقيام حكومة عالمية؟، وبالتالي تكون العودة بالعالم إلى نظام ما قبل الحرب العالمية الأولى وما تبعها من تشكيل عصبة الأمم. ؟
وتبقى الاجوبة معلقة ،لكن المؤكد أن النظام العالمي القائم حاليا سيزول وستكون لذلك تبعات كبرى ستؤدي شعوب العالم ولا شك ثمنا لذلك .
التعاليق (0)