agadir24 – أكادير24/وكالات
حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن استخدام الولايات المتحدة لأسلحة نووية تكتيكية ضد إيران سيكون بمثابة “كارثة عالمية” من شأنها أن تخلّ بالتوازن الدولي وتدفع بالمنطقة إلى المجهول. يأتي هذا الموقف الروسي الحاد تزامنًا مع تصاعد وتيرة الحرب بين إسرائيل وإيران، وتزايد التلميحات الأمريكية بشأن تدخل عسكري محتمل لدعم تل أبيب.
وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في تصريح لوكالة “تاس”، أن مجرد التفكير في استخدام واشنطن للأسلحة النووية يعد تطورًا “كارثيًا”، مشددًا على أن روسيا تتابع بقلق بالغ التقارير الإعلامية التي تشير إلى هذا السيناريو. وأضاف بيسكوف أن موسكو تعتبر أي خطوة من هذا النوع خرقًا خطيرًا للقانون الدولي وتهديدًا مباشراً للأمن العالمي.
وفي سياق متصل، أدان الرئيس بوتين الضربات الإسرائيلية المكثفة التي تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، واعتبرها تصعيدًا غير مقبول يعرض الأمن الإقليمي برمته للخطر. وأجرى بوتين اتصالًا مطولًا بنظيره الصيني شي جين بينغ، ناقشا خلاله التداعيات المحتملة للتصعيد الإسرائيلي، وأكدا على ضرورة ضبط النفس والعودة إلى المسار الدبلوماسي.
وأثار الموقف الأمريكي من التصعيد تساؤلات إضافية، بعد أن لمح الرئيس دونالد ترامب إلى احتمال مشاركة بلاده في الهجوم على إيران، دون أن يقدّم موقفًا حاسمًا حتى الآن. وأوضح ترامب أنه يفضل اتخاذ قراراته “في اللحظة الأخيرة”، وهو ما يزيد من الغموض في المشهد الإقليمي والدولي.
من جهتها، جدّدت موسكو دعوتها لوقف فوري للعمليات العسكرية، محذّرة من أن أي تدخل أمريكي عسكري مباشر سيقابل برد فعل عنيف من طهران، وسيوسع رقعة الحرب لتشمل أطرافًا إقليمية ودولية جديدة. كما رفضت القيادة الروسية على لسان بيسكوف أي محاولة لاغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، معتبرة الأمر “غير مقبول” وذا تبعات لا يمكن التنبؤ بها.
ويعيش العالم على وقع أسبوع دموي بدأ في 13 يونيو، حين شنت إسرائيل سلسلة غارات على إيران شملت منشآت نووية وقواعد صاروخية، إلى جانب اغتيال شخصيات عسكرية وعلماء نوويين، ما خلّف 224 قتيلاً ونحو ألفي جريح. وردت طهران بصواريخ باليستية وهجمات بطائرات مسيرة استهدفت مواقع داخل إسرائيل، وأسفرت عن عشرات الضحايا.
وتلوح في الأفق مؤشرات على خطر توسع النزاع إلى حرب إقليمية مفتوحة، خصوصًا مع ورود تقارير غربية تفيد بإمكانية انضمام الولايات المتحدة رسميًا إلى العمليات العسكرية، وهو ما تعتبره موسكو والعديد من العواصم الدولية خطوة غير محسوبة العواقب.
التعاليق (0)