شهدت الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء تصعيدًا خطيرًا في الصراع بين إيران وإسرائيل، حيث تبادل الطرفان هجمات صاروخية مكثفة استهدفت مناطق حيوية في كلا البلدين. وأصدر الطرفان تحذيرات لإخلاء مناطق سكنية معينة، ما يشير إلى تصاعد كبير في التوترات.
هجمات إيران الصاروخية على إسرائيل
أفادت الإذاعة الإسرائيلية بسقوط حوالي 30 صاروخًا إيرانيًا على دفعتين في وسط إسرائيل خلال 20 دقيقة بعد منتصف ليلة الثلاثاء. وأكدت القناة الـ 12 الإسرائيلية أن فرق الإطفاء تعاملت مع حرائق واسعة النطاق، طالت نحو 20 سيارة، جراء هذه الهجمات. من جانبها، حذرت وسائل إعلام إيرانية، نقلًا عن الحرس الثوري، سكان منطقة نيفيه تسيديك في تل أبيب بضرورة الإخلاء.
تزامنًا مع هذه الهجمات، نشر المرشد الإيراني علي خامنئي منشورًا على منصة “إكس” باللغة العربية، مؤكدًا على ضرورة “التعامل بقوة في مواجهة الكيان الصهيوني.. لا مساومة مع الصهاينة أبدًا”.
وكانت وكالة أنباء فارس قد أفادت في وقت سابق بأن القوات الإيرانية استهدفت قاعدة ميرون الجوية شمالي إسرائيل، وقصفت مقر الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) في هرتسيليا شمال تل أبيب، بالإضافة إلى موقع آخر في تل أبيب يُزعم استخدامه للتخطيط لعمليات الاغتيال.
وتقدر القناة الـ 12 الإسرائيلية أن إيران لا تزال تمتلك حوالي 1800 صاروخ باليستي، مشيرة إلى أن إيران شنت 17 موجة هجومية على إسرائيل بحوالي 400 صاروخ باليستي منذ بداية الحرب.
وفي تطور مقلق، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن تقييم استخباراتي أمريكي وإسرائيلي أن إسرائيل يمكنها التصدي للصواريخ لمدة 12 يومًا دون دعم أمريكي، وأن قدرة منظومات الدفاع الإسرائيلية على اعتراض الصواريخ قد تتراجع بنهاية الأسبوع، مما سيجبرها على اختيار الأهداف التي ستعترضها في ظل منظومتها الدفاعية المنهكة.
رد إسرائيل على طهران وتصريحات أمريكية
في المقابل، أفاد مراسل الجزيرة بسماع دوي انفجارات قوية في العاصمة الإيرانية طهران، موضحًا أن المضادات الدفاعية تصدت لأهداف إسرائيلية. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو نفذ موجة من الهجمات في طهران، ودمر عشرات من بطاريات الدفاع الجوي الإيرانية. كما وجه تحذيرًا لسكان وعمال مربع 18 وسط طهران مطالبًا إياهم بالإخلاء.
أفادت وسائل إعلام إيرانية أن الغارات الإسرائيلية الجديدة شملت مواقع في أصفهان ونهاوند وتبريز، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. وأقر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن “النظام الإيراني لا يزال يتمتع بقدرات كبيرة تسمح له بإلحاق الأضرار بنا”، مؤكدًا وجود “عدد كبير من الأهداف التي علينا ضربها في إيران”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق عن تدمير أكثر من 70 بطارية صواريخ للدفاع الجوي الإيراني منذ بدء الحرب. وردًا على ذلك، أعلن الجيش الإيراني أن منظومات الدفاع الجوي رصدت ودمرت 28 هدفًا معاديًا خلال الـ 24 ساعة الماضية.
تأتي هذه الأحداث في سياق حرب مستمرة تشنها إسرائيل على إيران منذ يوم الجمعة الماضي، استهدفت خلالها منشآت نووية ومواقع عسكرية ومدنية، واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين. ردت إيران بسلسلة من الهجمات الصاروخية التي تسببت في دمار غير مسبوق في مدن إسرائيلية عدة.
تصريحات دونالد ترامب وتصاعد التكهنات بالتدخل الأمريكي
من جانب آخر، أدلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتصريحات مثيرة للجدل، مؤكدًا أن مكان المرشد الإيراني علي خامنئي معروف، وأنه “هدف سهل لكن لن يتم استهدافه في الوقت الحالي”، مطالبًا إيران بالاستسلام غير المشروط. وقال ترامب في تغريدة على منصة “تروث سوشيال”: “نعرف تمامًا أين يختبئ المرشد الأعلى في إيران.. المرشد الأعلى هدف سهل ولن نقضي عليه على الأقل في الوقت الحالي”، مضيفًا “صبرنا ينفد.. لا نريد استهداف جنودنا”.
وكان ترامب قد أعلن في وقت سابق أنه يريد “نهاية حقيقية” للنزاع بين إسرائيل وإيران وليس مجرد وقف إطلاق النار، وذلك قبل اجتماع مخصص لهذا الموضوع في البيت الأبيض، نافيًا عقد محادثات سلام مع طهران بعد بدء المواجهة. وقال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية إنه يريد “رضوخًا كاملًا” من إيران، دون توضيح ما إذا كان يعني تخليها عن برنامجها النووي أو غير ذلك. وجدد تحذيره لطهران من التعرض للقوات أو المصالح الأمريكية، متوعدًا “سنرد بقوة شديدة، لن يكون هناك أي رادع”.
وفي ظل التكهنات المتزايدة بمشاركة واشنطن الوشيكة في الحرب، قال ترامب في أحدث تصريحاته إنه بات “لدينا الآن سيطرة كاملة وشاملة على سماء إيران”، في إشارة إلى التفوق الجوي الإسرائيلي منذ بداية القصف. وفي تأكيد لهذه التكهنات، نقلت فوكس نيوز عن مسؤول بالبيت الأبيض أن الضربات الأمريكية على أهداف في إيران، بما في ذلك المنشآت النووية، “مطروحة على الطاولة”. كما أشارت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين، إلى أن ترامب يدرس خلال اجتماع مجلس الأمن القومي خيارات تتضمن توجيه ضربة لإيران.
التعاليق (0)