اضطر سكان دوار آيت ولياض، الواقع على بعد أقل من كيلومتر من مركز مدينة بيوكرى، إلى اللجوء لوسائل بدائية وخطرة لإصلاح أعطاب الإنارة العمومية، في مشهد يعكس حجم الإقصاء والتهميش الذي تعانيه بعض الدواوير من قبل مصالح الجماعة.
ورغم قرب هذه التجمعات السكانية من عاصمة إقليم اشتوكة آيت باها، إلا أنها لا تزال خارج دائرة اهتمام الجماعة، في وقت تُسخَّر فيه آليات الجماعة الترابية لتغطية مناطق بعينها، تُوصف بالمحظوظة، عبر صيانة وتوسيع شبكة الإنارة العمومية بها، بل وحتى إضافة مصابيح جديدة.
المشهد الذي وثقته عدسة أحد المواطنين، أظهر أفرادا من الساكنة المحلية وهم يغامرون بحياتهم، متسلقين الأعمدة لإصلاح أعطاب كهربائية، وسط تجاهل تام للنداءات المتكررة الموجهة للجهات المعنية، وهو ما يطرح تساؤلات عميقة حول مبدأ العدالة المجالية وتكافؤ الفرص في الاستفادة من الخدمات الأساسية.
ويتزامن هذا الوضع مع تحركات ميدانية لعامل الإقليم، محمد سالم الصبتي، الذي يقود جولات مكثفة في الجماعات الجبلية والقروية، من أجل تشخيص الاختلالات والاستماع مباشرة لمطالب المنتخبين والساكنة، في توجه يعكس إرادة قوية لتعزيز العدالة التنموية.
غير أن هذا التوجه يصطدم، وفق متابعين، بممارسات موصوفة بـ”العقابية” داخل بعض الجماعات، حيث تُمنح الخدمات على أساس الانتماء السياسي أو الولاء الانتخابي، بدلًا من اعتماد مقاربة الإنصاف والمواطنة.
وفي ظل استمرار هذه الممارسات، تتنامى مظاهر الإقصاء والعزوف عن الثقة في المؤسسات التمثيلية، ما يستدعي تدخلًا صارمًا من الجهات الوصية، من أجل تفعيل الحكامة الترابية ومحاسبة المتورطين في تحويل المرفق العمومي إلى وسيلة انتخابية ضيقة.
التعاليق (0)