شهدت أسواق الماشية بمختلف المدن المغربية، خلال الأيام الأخيرة، إقبالًا ملحوظًا على اقتناء الأكباش، وذلك بالرغم من القرار الرسمي الذي أعلنته الجهات العليا بشأن إلغاء شعيرة أضحية عيد الأضحى لهذه السنة.
ويأتي هذا الإقبال اللافت، في وقت كانت فيه السلطات قد دعت إلى تعليق الذبح في إطار مجهودات الدولة للحفاظ على الثروة الحيوانية، وتجديد قطيع الأغنام الوطني، فضلًا عن مراعاة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تواجهها فئات واسعة من المواطنين.
ورغم هذه المعطيات، فقد اختار العديد من المواطنين المضي قدمًا في اقتناء الأضاحي، مفضلين إحياء السنة على نفقتهم الخاصة، وهو ما فتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول الدوافع الحقيقية لهذا التمسك الكبير بعادة الذبح.
ويرى متتبعون أن هذا الإقبال يعكس عمق التقاليد الدينية والاجتماعية المرتبطة بعيد الأضحى في المجتمع المغربي، بينما يعتبر آخرون أن الأمر قد يتصل برغبة بعض الأسر في الحفاظ على طقوس العيد، خاصة في البوادي والمناطق التي تربط شعيرة الأضحية بالهوية والكرامة الاجتماعية.
وفي غياب آلية واضحة لضبط الأسواق، تسجّل أثمنة الأكباش تباينًا كبيرًا بين الجهات، وسط توقعات بارتفاع الأسعار مع اقتراب موعد العيد، رغم قرار الإلغاء، مما يعيد طرح إشكالية التواصل بين القرارات الرسمية والواقع الاجتماعي على الأرض.
التعاليق (1)
عمق تقاليد البطن اما الدين فهو بريء من كل هذا الهلع