رحلة الوفاء: جمعية الإنبعاث لمتقاعدي وأرامل الأمن الوطني تنثر الفرح في ربوع الشرق المغربي

أكادير والجهات

agadir24 – أكادير24

في مشهد مفعم بالوفاء والاعتراف الجميل، حطّت قافلة جمعية الإنبعاث لمتقاعدي وأرامل الأمن الوطني لجهة سوس ماسة رحالها في شرق المملكة، حيث حملت الرحلة طابعا إنسانيا عميقا، امتزج فيه الترفيه بالعرفان، واستحضرت الذاكرة أزمنة بذل وتضحية، لم تجف مع تقاعد أصحابها، بل ازدادت لمعانا في قلوب ما تزال تنبض بحب الوطن.

كانت البداية من أكادير، من محطة المسيرة تحديدا، حيث اجتمع المشاركون في لحظة ود واستعداد، قبل أن تنطلق الحافلات نحو محطة القطار بمراكش، ومنها إلى الدار البيضاء، ففاس، وصولا إلى مدينة وجدة في الساعات الأولى من صباح يوم الإثنين، بعد سفر طويل لم يزد الحضور إلا تعلقا بالحكاية التي تنتظر أن تكتب على دروب الذكريات.

لحظة الوصول، رغم تعب الطريق، اتسمت بأجواء من الحماس والانبهار، حيث استقبل المشاركون بحفاوة قبل التوجه إلى مقر الإقامة، وما إن نالوا قسطًا من الراحة حتى انطلقت أولى الجولات الاستكشافية بين أزقة وجدة، المدينة التي تجمع بين عبق التاريخ وكرم أهل الشرق، حيث تعالت الضحكات، وتراقصت عدسات الهواتف لتوثيق لحظات لن تُنسى.

صباح يوم الثلاثاء 15 أبريل، دقت ساعة الجدية، إذ التأم جمع من الفاعلين الجمعويين بمقر الجمعية العائلية في وجدة، في اجتماع نوعي ضم المكتب الجامعي للجامعة الوطنية المغربية لجمعيات متقاعدي الأمن الوطني، وعددا من رؤساء الجمعيات الأمنية من مختلف مدن المملكة، إلى جانب المندوب الجهوي للصندوق المغربي للتقاعد بسوس ماسة. كان اللقاء حافلا بالنقاشات الصادقة حول القضايا التي تؤرق المتقاعدين والأرامل، وقد أبانت المداخلات عن وعي عال بأهمية مواصلة الدفاع عن الحقوق حتى بعد سنوات الخدمة، كما اختتم الاجتماع بحفل غذاء على شرف الحضور، أضفى على اللقاء طابعا حميميا لا تخطئه القلوب.

وفي صباح الأربعاء، تواصلت الرحلة نحو الحدود الشرقية، حيث وقف المشاركون في فسحة تأمل أمام الصحراء الممتدة، تلك التي تعانق الصمت بكرامة، وتبوح بتاريخ من العزة والمرابطة، التقطت الصور في لحظة صامتة تنطق بالكثير، قبل أن تتجه القافلة نحو مدينة بركان، في زيارة ودية إلى جمعية الصفا لمتقاعدي الأمن، حيث استقبل الوفد بحفاوة تُعبر عن أخوة تتجاوز المسافات وتوحد القلوب على درب الانتماء المهني والإنساني المشترك، وجبة تقليدية على الطريقة الشرقية، ثم جولة قصيرة في مدينة السعيدية، لتختتم اليوم العودة إلى وجدة، وسط شعور بالانتماء العميق إلى وطن لا يختزل في خريطة، بل ينبض في كل لقاء وكل زاوية.

ولأن الرحلة لم تكن فقط للتأمل والاستكشاف، بل أيضا للراحة وتجديد النفس، شد الركب الرحال نحو مدينة فاس يوم الخميس، حيث كانت حمامات مولاي يعقوب في استقبال الوفد، في لحظة استراحة تنفض عن الأجساد عناء الطريق وتعيد للنفس توازنها. وعلى مدار يومين، تذوق المشاركون سحر العاصمة الروحية، وساروا بين دروبها المتعرجة، من باب بوجلود إلى خبايا الأزقة القديمة، حيث تختبئ ذاكرة المغرب العتيق، وتُوشّح الجدران بحكايات لا تنتهي.

وجاء صباح السبت، محملا بنهاية الرحلة، لكن قلوب المشاركين لم تكن تحمل وداعا بقدر ما كانت تنبض امتنانا، الامتعة حزمت، أما الذكريات، فبقيت متقدة، تسكن تفاصيل الرحلة، وتؤرخ للحظة جماعية خطت بماء الوفاء لمن خدموا الوطن ذات يوم، وواصلوا السير بخطى واثقة على درب الكرامة، رافعين راية الاعتزاز والانتماء.

التعاليق (2)

اترك تعليقاً

    تعليقات الزوار تعبّر عن آرائهم الشخصية، ولا تمثّل بالضرورة مواقف أو آراء موقع أكادير 24.
  1. محمد بياض -

    بارك الله في زيارتكم الميمون إلى شرق المغرب ثم فاس ومن بدها العودة علذ سلامتكم

  2. المصطفى الخزرجي -

    فكرة رائعة هدفها لم شمل متقاعدي أسرة الأمن المغربي وامنيتي كمتقاعد عملت لسنوات بالاقاليم الجنوبية للمملكة ومقيم حاليا بمدينة أكادير، ان أنضم لهذه الجمعية