تعاني منطقة تغازوت ومحيطها من أزمة خانقة في النقل العمومي، حيث يواجه العمال والسكان المحليون والسياح صعوبات كبيرة في التنقل بسبب قلة الحافلات وغياب بدائل فعالة. يوميًا، تتكدس أعداد كبيرة من العاملين في المؤسسات السياحية بمنتجع تغازوت باي والمآوي المنتشرة في تغازوت وتمراغت في محطات الانتظار، على أمل الظفر بمقعد في إحدى حافلات النقل الحضري التي لا يتجاوز عددها اثنتين في بعض الأوقات، ما يجعل مدة الانتظار تتجاوز الساعة.
هذا الوضع لا يقتصر على العمال فقط، بل يشمل التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بأنزا وأكادير، والسياح المغاربة والأجانب الذين يقصدون المنطقة، مما يزيد من تفاقم الأزمة ويؤثر سلبًا على سمعة الوجهة السياحية العالمية لتغازوت. ورغم تزايد الحاجة إلى وسائل نقل عمومية كافية، لم تتخذ السلطات المحلية والإقليمية، ولا مسؤولو منتجع تغازوت باي، أي خطوات ملموسة لحل المشكل.
ويعيد هذا الوضع إلى الأذهان سيناريو 2009-2010، حين تم تفويت النقل الحضري بأكادير إلى شركة جديدة، بعد إنهاء عمل الشركتين السابقتين “RATAG” و”ZETRAP”. حينها، رافقت دخول الشركة الجديدة وعود بإدخال حافلات حديثة وتحسين الخدمات، لكن سرعان ما تبخرت تلك الوعود، وواجهت الساكنة ارتفاعًا في أسعار التذاكر بأكثر من 50%، إضافة إلى تراجع ملحوظ في عدد الحافلات، وهو ما أدى إلى احتجاجات متكررة. ورغم التغيرات الديمغرافية والاقتصادية التي شهدتها أكادير وضواحيها خلال السنوات الماضية، ظل أسطول النقل العمومي على حاله دون أي تطوير يواكب التطور العمراني والاقتصادي للمنطقة.
اليوم، ومع التوسع الكبير الذي تعرفه تغازوت بعد افتتاح مشاريع سياحية ضخمة تستقطب آلاف العمال والسياح، أصبح من الضروري إيجاد حلول جذرية لأزمة النقل الحضري. فرغم الحديث عن تزويد أكادير بحافلات جديدة عالية الجودة، فإن التجارب السابقة تجعل الكثيرين يشككون في إمكانية تنفيذ وعود تحسين خدمات النقل العمومي.
ويؤكد مهتمون بالقطاع أن الحل لا يكمن فقط في استقدام حافلات جديدة، بل في محاسبة الشركات المفوض لها تدبير القطاع، وإلزامها باحترام دفتر التحملات، وضمان توفير عدد كافٍ من الحافلات لتغطية الطلب المتزايد، إلى جانب معالجة مشاكل سيارات الأجرة الكبيرة التي تفرض أحيانًا تسعيرات غير قانونية أو ترفض نقل الركاب لمسافات قصيرة.
ومع اقتراب استضافة المغرب لتظاهرات رياضية كبرى مثل كأس إفريقيا وكأس العالم، تزداد المخاوف من أن تؤثر أزمة النقل في تغازوت وأكادير على الصورة السياحية للمنطقة، مما يستوجب تدخلاً عاجلاً لضمان نقل حضري يليق بمكانة المدينة السياحية ويخفف معاناة المواطنين والزوار.
التعاليق (0)