تحظى مير اللفت بشهرة واسعة على الصعيد الوطني كقبلة سياحية مميزة تغري، على مدار السنة، آلاف السياح المغاربة والأجانب الراغبين في الاستجمام والتمتع بسحر شواطئها الجميلة، وبفضاء جميل لممارسة العديد من الأنشطة الرياضية، وخاصة الرياضات الشاطئية، التي مكّنتها من جذب عدد كبير من مشاهير الرياضة والفن، قصد الاستقرار بين أحضانها والاستمتاع بممارسة هواياتهم المائية المفضلة، وفي صدارتها ركوب الموج (الركمجة)
بيد أنه، رغم المؤهلات السياحية الكبيرة لجماعة مير اللفت وموقعها الساحلي المتميز الممتد على عدة شواطئ إضافة إلى تموقعها الاستراتيجي المهم ، فإنها ما زالت تعاني ويلات الإقصاء والتهميش، ولم ترقَ بعد إلى مستوى وضع تنموي يوازي قيمتها كمنطقة شبه حضرية، لها من المقومات السياحية الشيء الكثير.
الكل يتفق على أن الاهتمام بالمعالم التاريخية يساهم في التنمية السياحية. فهذه المعالم تُضفي قيمة ثقافية وتاريخية على الوجهات السياحية، وتجذب السياح من مختلف أنحاء العالم. كما أنها تُساهم في الحفاظ على التراث الوطني، وتُسهم في تنمية اقتصاد المنطقة.
وأعتقد أن قشلة أوفلا في مير اللفت تستحق الاهتمام والرعاية. فهي معلمة تاريخية مهمة، تُجسد فترة من تاريخ المغرب الحديث. كما أنها تتمتع بموقع مميز، يُطل على المدينة من قمة جبل. تمتلك العديد من المقومات السياحية التي تجعلها معلمةً مهمةً يمكن تطويرها واستغلالها لتعزيز السياحة في مير اللفت، ومن هذه
المقومات:
موقعها المتميز:
تقع قشلة أوفلا على قمة جبل يطل على المدينة، مما يمنحها إطلالةً خلابةً على المحيط الأطلسي والشواطئ المحيطة.
طابعها التاريخي:
تعود قشلة أوفلا إلى الحقبة الاستعمارية، مما يجعلها معلمةً تاريخيةً مهمةً يمكن أن تجذب الزوار المهتمين بالتاريخ
و التي تعد واحدة من بين المؤهلات الممكن تثمينها واستثمارها سياحيا لما تختزنه من مرافق تاريخية متنوعة بمآثر معمارية مغرية، لكن للأسف طالتها أيادي الإهمال، وظلت تواجه مخاطر الخراب سنة تلوى الأخرى.
ولكي تصبح قشلة أوفلا وجهة سياحية جاذبة، يجب القيام بمجموعة من الإجراءات، منها:
- ترميم المبنى .
- تزويد المبنى بمرافق سياحية وخدمات أساسية.
- وضع خطة تسويقية لجذب السياح.
وبالتأكيد، لن يكون تنفيذ هذه الإجراءات ممكناً دون تعاون جميع الجهات المعنية، بما في ذلك السلطات المحلية والسكان المحليين.
فإذا توفرت الإرادة و تظافرت الجهود هناك إمكانية تطويرها كوجهة سياحية:
إعادة تأهيل قشلة أوفلا وتحويلها إلى وجهة سياحية متكاملة تضم العديد من المرافق الترفيهية والثقافية، مثل:
◇ متحف يعرض تاريخ مير اللفت والمنطقة المحيطة بها.
◇ حديقة نباتية تضم النباتات المحلية.
◇ مركز للمؤتمرات والندوات.
◇ أماكن لالعاب الأطفال و ممارسة الأنشطة الرياضية، مثل: ركوب الدراجات الهوائية
و من بين الاقتراحات كذلك لتطوير قشلة أوفلا و تحقيق هذه الإمكانية،لتطويرها كوجهة سياحية :
■ توفير التمويل اللازم لإعادة تأهيل قشلة أوفلا.
■ الاستفادة من الخبرات الدولية في مجال تطوير المواقع السياحية التاريخية.
■ التنسيق مع الجهات المعنية في مجال السياحة والتنمية المحلية.
■ دور المجتمع المحلي في تطوير قشلة أوفلا:
لا يمكن تحقيق تطوير قشلة أوفلا دون إشراك المجتمع المحلي في العملية، وذلك من خلال:
¤ توعية المجتمع المحلي بأهمية قشلة أوفلا كمعلمةٍ سياحيةٍ.
¤ حث المجتمع المحلي على المشاركة في الأنشطة المتعلقة بتطوير قشلة أوفلا.
إذا تم الأخذ بعين الاعتبار هذه الاقتراحات ، فإن قشلة أوفلا يمكن أن تتحول إلى معلمةٍ سياحيةٍ مهمةٍ تساهم في تعزيز السياحة في
مير اللفت والمنطقة المحيطة بها.
نأ مل في ظل التغيير ، الناتج عن الانتخابات الجماعية الأخيرة، والذي أتى بفريق جديد لتدبير الشأن المحلي، نتمنى أن يولي اهتماما لهذه الاقتراحات و أن يضع مصالح السكان أولوية أولوياته، من أجل أن تحظى مير اللفت بمستقبل زاهر، والتي تتوفر، في الواقع، على كافة الشروط الطبيعية، من مؤهلات سياحية ومناخ متاح للاستثمار وموقع متميز، فضلا عن سمعتها الجيدة على الصعيدين الوطني والدولي، وهي جميعها عوامل من شأنها المساهمة في الدفع بعجلة التنمية في هذه الجماعة الجميلة والعزيزة على القلب، خاصة إذا تم الاعتماد على مقاربة تشاركية تدمج فيها كافة الفعاليات المجتمعية.