أكادير24 | Agadir24/ ياسمين اليونسي
في سنة على وشك وضع نقطة نهاية لكتاباتها، شهدت الساحرة المستديرة بصداها الوطني المغربي إنجازات فلكية غيرت منظور الآخرين وأعلنت عن السيد الأول الذي قادها والذي توج سلفا بجائزة التميز الممنوحة من طرف الإتحاد الإفريقي لكرة القدم لسنة 2022، صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالعاصمة الرواندية “كيغالي”. وهذا يبرز بشكل واضح القيادة المتبصرة والجهود المبذولة للمملكة المغربية في جعل الرياضة رافعة من روافع التنمية البشرية المستدامة على المدى القصير، المتوسط والطويل.
بعد مرور عام كامل على إنجاز المنتخب المغربي في قطر ببلوغ نصف نهائي كأس العالم وبأداء كبير، أبى أسود الأطلس أن يقفوا عند تلك المحطة وأخذوا تذكرة التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2023 التي ستقام في كوت ديفوار مطلع العام المقبل. كما تألق المنتخب المغربي أيضا في مبارياته الودية حيث فاز على منتخب السيليساو بهدفين لهدف أمام 65,000 متفرج على ملعب إبن بطوطة في طنجة شهر مارس من رسم هذه السنة. ولم يقتصر هذا التوهج الحاصل على المنتخب الأول فقط بل عرف المجهودات التي قامت بها المنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها العمرية ، حيث شهد كأس العالم أستراليا نيوزيلندا 2023 تأهل المنتخب المغربي للسيدات إلى الدور الثاني في أول مشاركة تاريخية له. واستطاع المنتخب أقل من 17 سنة بلوغ ربع نهائي كأس العالم إندونيسيا 2023 وحصد المنتخب الأولمبي لقب كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم لأقل من 23 سنة إثر فوزه على نظيره المصري حامل لقب النسخة الماضية على ملعب الأمير مولاي عبد الله في العاصمة الرباط. واختتمت الإنجازات داخل المستطيل الاخضر بالإنجاز الذي حققه نادي سبورتينغ الدار البيضاء للسيدات ببلوغه المشرف إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا كوت ديفوار .
واستضافت مدينة النخيل مراكش حفل توزيع جوائز الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم “كاف” 2023 يوم 11 ديسمبر وكان حدثا رياضيا توج فيه المغرب بأغلب جوائز الأمسية، التي كانت بدايتها تتويج المنتخب المغربي بجائزة أفضل منتخب إفريقي لسنة 2023 على حساب المنتخب السنغالي والغامبي عقب إنجازه التاريخي في قطر كأول منتخب عربي إفريقي يصل إلى المربع الذهبي ويقصي منتخبين قويين في مشواره بالبطولة. منتخب لاروخا بقيادة لويس إنريكي والمنتخب البرتغالي بمشاركة الأسطورة كريستيانو رونالدو. كما تفوق الناخب الوطني وليد الركراكي على كل من أليو سيسيه المدير الفني للمنتخب السنغالي والجزائري عبد الحق بن شيخة المدير الفني لفريق سيمبا التنزاني وحصد جائزة أفضل مدرب في القارة الإفريقية بنسبة 44.42% من الأصوات وفق استفتاء لصحيفة ” فوت أمريكا” حيث تمكن مدرب المنتخب المغربي من إبراز فطنته التكتيكية على أرض الملعب في فترة وجيزة قبل أقل من ثلاثة أشهر من مونديال قطر. وتواصلت الهيمنة المغربية بعد أن توج الدولي المغربي ياسين بونو حارس نادي الهلال السعودي حاليا و إشبيلية سابقا بجائزة أفضل حارس في إفريقيا بإحصائيات جد فارقة عن المترشحين الآخرين، محمد الشناوي حارس المنتخب المصري والأهلي و أندريه أونانا حارس مانشستر يونايتد. ولم يخلوا الحفل من التتويجات النسائية المغربية التي تضفي لمسة العمل المجد للمملكة المغربية في تعزيز وارتقاء كرة القدم النسائية حيث توجت فاطمة تغناوت لاعبة الجيش الملكي بجائزة أفضل لاعبة محلية. لتحقق بعدها صاحبة العشرون سنة المدافعة نسرين الشاذ لاعبة فريق ليل الفرنسي والمنتخب الوطني المغربي النسوي لكره القدم جائزة أفضل لاعبة إفريقية صاعدة لسنة .2023
في مقطورة الأحلام التي كانت بعيدة المنال في استيعاب المشجعين المغاربة. عمل العاهل المغربي الملك محمد السادس على توثيق الإزدهار الوطني المغربي ليس على أرض الملعب فقط بل خارجه أيضا إستنادا على التنظيمات المشرفة لكبرى المحافل والمجالس دون ذرة استهتار. الشيء الذي حصل على إثره المغرب حق استضافة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم لعام 2025 بعدما سحبت نيجيريا وبينين ملفهما المشترك في الإعلان الذي صرح به الإتحاد الإفريقي خلال اجتماع لجنته التنفيذية في القاهرة وقال مونسيبي في هذا الصدد أن الملف المغربي لتنظيم أمم إفريقيا 2025 جاء مطابقا لكل المعايير التي وضعها الكاف. وتابع حديثه عن النجاحات التي حققتها المملكة المغربية مؤخرا في كل التظاهرات الكروية التي استضافتها ليؤكد بعدها دعمه التام لملف ترشيح المغرب لاستضافة كأس العالم 2030 بصحبة إسبانيا والبرتغال. ولم تمضي إلا أيام قليلة بعدها ليعلن الإتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” عن الشرف الأكبر وخبر مسك الختام باختيار المغرب وإسبانيا والبرتغال لاستضافة نهائيات كأس العالم 2030 في حين ستستضيف الأوروغواي و الأرجنتين والباراغواي المباريات الإفتتاحية احتفالا بالذكرى المئوية للبطولة في نسخة هي الأولى دون سابقاتها تقام في ثلاث قارات وست دول.
كرة القدم في المغرب أكثر من مجرد لعبة، منذ اللحظة الأولى التي عرفت نشأتها على البقعة المغربية وبالتحديد في قرية “عين تاوجطات” سنة 1913 حيث كان يجدها الناس حينها مصدر ترويح لكل تلك العشوائية القائمة بعد فرض نظام الحماية. تحولت بعدها مع مضي السنوات إلى واحدة من الركائز التي يقوم عليها الإقتصاد المغربي وعنوان ربط بين إفريقيا وأوروبا وبين شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه وبين القارة الإفريقية والعالم العربي والفضاء الأورمتوسطي كما جاء في خطاب جلالة الملك محمد السادس عقب فوزه بجائزة التميز.
كرة القدم في المغرب أكثر من مجرد لعبة بوجود شعب عظيم ما لبث ضحى بكل ما في قوته من أجل الحصول على تذكرة تفتح له أبواب تشجيع معشوقته. فكما قال المؤرخ الفرنسي بيير فيرمورين في كتابه مملكة التناقضات “المغرب بلد يحب كرة القدم وبطريقة عاطفية… دائما بنفس الآمال ونفس الفرحة ونفس الإنتظارات”.