انتابت تخوفات آباء وأولياء و أمهات، من ضياع الموسم الدراسي، على خلفية الإضرابات التي يخوضها الأساتذة مع احتجاجات لأسر التلاميذ الذي تشكو هدرا للزمن المدرسي لأبنائها وتعبر عن تخوفها من ضياع الموسم الدراسي.
في هذا السياق، أكدت فيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ ضياع أزيد من 600 مليون ساعة دراسية، وإغلاق 12 ألف مؤسسة، وتضرر 7 ملايين تلميذ. وفي المقابل، تؤكد الحكومة على استمرار باب الحوار مفتوحا، معلنة عن تشكيل لجنة وزارية لمعالجة إشكالية النظام الأساسي التي سببت الاحتجاجات، في الوقت الذي تعبر فيه نقابات تعليمية عن سيادة جو فقدان الثقة في الحكومة، وخاصة وزير التربية الوطنية. وتعيش جميع مؤسسات التعليم العمومي بالمغرب، شللا تاما، بعد تنفيذ إضراب وطني دعت إليه تنسيقيات تعليمية وإطارات نقابية، وذلك للتعبير عن رفض عارم للنظام الأساسي الذي قررت الوزارة الوصية اعتماده بمبرر تجويد المنظومة.
في سياق متصل، يتواصل نزيف الهجرة نحو التعليم الخصوصي مستمر، ويقدر سنويا بالآلاف، في غياب مؤشرات حقيقية قادرة على إعادة الثقة للأسر في المدرسة العمومية، إذ في موسم دراسي واحد غادرها 80 ألف تلميذ. وكشفت معطیات رسمية، أفرج عنها شكیب بنموسی، وزیر التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن 80 ألفا و376 تلميذا، ينتمون إلى الأسلاك التعليمية الثلاثة (ابتدائي، إعدادي، ثانوي)، غادروا التعليم العمومي في الموسم الدراسي (2022-2023)، من بينهم 36 ألفا و532 تلميذة. ومن المرتقب أن يرتفع هذا العدد في الحصيلة التي سيكشف عنها، نهاية الموسم الدراسي الحالي، بسبب التعثر الحاصل في الأسابيع والأشهر الماضية، نتيجة كثرة الإضرابات والتغيبات، خاصة في المستويات الإشهادية، التي يكون فيها التلاميذ متبوعين بالامتحانات في نهاية السنة.