استنكر نقابيون قرار وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة حول تعليق الدراسة بالمؤسسات التعليمية الواقعة في الجماعات والدواوير الأكثر تضررا من زلزال الحوز، مقابل استمرارها في مؤسسات أخرى، تضررت بدورها جراء هذه الفاجعة.
واعتبر هؤلاء أن قرار تعليق الدراسة استثنى عددا من المؤسسات التعليمية التي تضررت بشكل كبير، مؤكدين أن المناطق التي تتواجد بها لا تزال مهددة بهزات ارتدادية.
وتساءل هؤلاء : “من يتحمل المسؤولية في حال وقوع كارثة في هذه المؤسسات التعليمية التي تستمر بها الدراسة رغم تضررها من الزلزال، خاصة تلك التي تستقبل عددا كبيرا من المتعلمين؟”.
وأكد ذات المتحدثين أن قرار استئناف الدراسة دون إجراء خبرة من طرف مهندسين مختصين في مجال البناء للبث في مدى سلامة المؤسسات يبقى قرارا مجانبا للصواب، خصوصا في المناطق القريبة من بؤرة الزلزال.
وتفاعلا مع هذا الموضوع، وصف الكاتب العام الوطني للجامعة الوطنية للتعليم FNE، عبد الله غميمط، قرار تعليق الدراسة في بعض المؤسسات دون غيرها في الأقاليم التي تضررت بشكل كبير من زلزال الحوز، بأنه قرار “غير سليم”.
وأكد غميمط أن “الوضع لا يزال كارثيا في بعض الأقاليم بحسب ما وثقه أعضاء الجامعة من خلال زياراتهم الميدانية لمختلف المؤسسات التعليمية بهذه المناطق”، لافتا إلى أن “الهزات الارتدادية المسجلة، والتي كان آخرها صباح يوم أمس الخميس، خلفت تداعيات على نفسية المتعلمين والأساتذة، إذ تجاوزت قوتها 4 درجات على سلم ريختر”.
وأبرز الفاعل النقابي في تصريحات صحفية أن “قرار تعليق الدراسة كان يجب أن يشمل جميع الأقاليم المتضررة”، مشيرا إلى أن “الوزارة مطالبة بتعليق الدراسة في مختلف مؤسسات المغرب، واستغلال تلك الفترة للقيام بزيارات ميدانية للمؤسسات التعليمية المتضررة رفقة لجان متخصصة في البناء، لتتخذ بعد ذلك القرار الصحيح بعيدا عن العشوائية”.
وتبعا لذلك، طالب الكاتب العام الوطني للجامعة الوطنية للتعليم FNE وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بتدارك الأمر قبل فوات الآوان، كما دعا إلى توفير مدارس متنقلة كحل مؤقت في انتظار تأهيل جميع المؤسسات المتضررة وإعادة بناء الأخرى المنهارة.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة التربية الوطنية كشفت مؤخرا عن عدد المؤسسات التعليمية المتضررة من زلزال الحوز وعدد الأساتذة والأستاذات الذين قضوا نحبهم في هذه الفاجعة.
في هذا السياق، أكدت الوزارة في بلاغ لها وفاة 07 أساتذة (04 أساتذة و03 أستاذات) جراء الهزة الأرضية المسجلة، فيما أصيب 39 من الأستاذات والأساتذة بجروح متفاوتة.
وبخصوص المؤسسات التعليمية، أكدت الوزارة تضرر ما مجموعه 530 مؤسسة تعليمية و55 داخلية بدرجات متفاوتة، تتراوح ما بين انهيار أو شقوق بالغة، وتتركز في أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت.