بين أكادير وسط المدينة وأكادير وسط المملكة… قراءة على هامش اللقاء مع النائب الأول لرئيس الجماعة الترابية لأكادير :

أكادير والجهاتالنائب الأول لرئيس الجماعة الترابية لأكادير مصطفى بودرقة

ع. البعمراني

إستضاف النادي الجهوي للصحافة لأكادير سوس ماسة، في لقاء تواصلي، النائب الأول لرئيس الجماعة الترابية لأكادير السيد مصطفى بودرقة تناول موضوع : ” آفاق المشروع التنموي للمدينة في ظل أكادير وسط المملكة”، وذلك وسط الأسبوع الماضي بأحد فنادق المدينة. وتعرض السيد بودرقة في عرضه للإكراهات التي يواجهها هذا المشروع، والتي يبقى من أهمها ما سماه إشكالية الزمن التنموي وبطئه بفعل بطء المساطر. وعرض السيد بودرقة لأهم محاور هذا المشروع وإشكالية تمويله، وبالأخص توفير نصيب جماعة أكادير من هذا التمويل ضرورة لجوئها لقرض دولي يقدر بحوالي مليار درهم والذي يمثل مساهمتها في هذا المشروع الكبير.

كما تعتزم الجماعة القيام بمجهودات لتوفير مليار درهم أخرى ستتوفر، حسب السيد بودرقة من بيع بعض ممتلكات الجماعة التي تعتبر غير مجدية، حسب السيد المتدخل، ومن بينها المستودع البلدي، والمجزرة البلدية، بالإضافة إلى المخيم الدولي، مذكرا بأن الجماعة تتجه إلى تثمين ممتلكاتها حتى تتم تتم برمجة مداخيلها وتوظيفها في تمويل المشروع التنموي لأكادير الكبير، الذي يبقى في أساسه تعبيرا عن الإرادة الملكية في جعل مدينة الإنبعاث عاصمة لوسط المملكة، وبوابة تفتح على القارة الإفريقية التي أصبحت اليوم تجسد مستقبل الإستثمار في العالم.

لكن هل الإكراهات التي يعرفها المشروع، والمرتبطة ببطء المساطر التي يواجهها إنجاز هذا المشروع، لا تجعل إنجازه يعرف بعض التأخرات التي ترمي بثقلها على الواقع اليومي للمواطنين بأكادير الذين أصبحوا يعانون من مشاكل حقيقية في مختلف مسالك حياتهم من تنقل، ثم إنسيابية حركة السير التي أصبحت تشكل مشكلا حقيقيا تعرفه طرقات أكادير ومسالكها. ثم هناك، إرتباطا بهذا المشكل، تضييق بعض الشوارع والممرات الرئيسية بالمدينة وإعاقة حركة السير بها. وأوضح مثال في هذا الصدد شارع الحسن الثاني الذي يعتبر أحد الممرات والمسالك الرئيسية ، الواسعة والرحبة التي ميزت، حتى عهد قريب، مدينة الإنبعاث.

ثم هناك أمر هام وأساسي يهم وسم أكادير ب “عاصمة وسط المغرب” و “بوابة إفريقيا”. فهذا الوسم، أو التحديد، الذي يمثل جوهر المشروع الملكي الخاص بأكادير ومنطقتها يتجاوز أكادير المدينة التي تحصرها، فيما يبدو، مكونات المجلس البلدي الحالي في وسط المدينة والمنطقة السياحية. أكادير الحالي، أكادير الكبير، ألحقت به عدة مقاطعات كآنزا، وبنسركاو، وتيكيوين والتي تتطلع ساكنتها لأن تستفيد من إلحاقها بأكادير لا أن تحرم من المداخيل الخاصة بها، والتي كانت تستفيد منها حتى عهد قريب عندما كانت عبارة عن جماعات مستقلة.

وحاليا هذه الجماعات أصبحت فيما خارج إطار “أكادير وسط المدينة ” بمنطقتها السياحية التي تقتصر على الصورة السياحية المتآكلة لأكادير التي تقتصر على الشمس والبحر. فأكادير السياحية يا سادة أصبحت أكثر من هذا، بمقوماتها ومؤهلاتها التي تتجاوز بنية السياحة التقليدية من بحر وشمس لتنفتح على العمق القروي والطبيعي لمنطقة سوس، ولتدمج مدنا كتارودانت وتيزنيت تعطي لأكادير عمقها التاريخي الذي غيبته كارثة الزلزال.

أكادير الكبير لا معنى له سياحيا، وثقافيا، وإجتماعيا كذلك بدون مكوناته، مكونات منطقة سوس والمتمثلة في مقاطعات تيكيوين، وآنزا، وبنسركاو، والمدينتين العريقتين تارودانت و وتيزنيت.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً