دخلت المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الإجتماعية بورزازات على خط وفاة رضيعة إثر ابتلاعها عملة معدنية، وذلك بمستشفى 20 غشت بالدار البيضاء الذي نقلت إليه بعد استقبالها بمستشفيات ورزازات ومراكش.
ووفقا لما أوردته مصادر إعلامية، فقد شكلت المندوبية لجنة تحقيق داخلية لتقصي الحقائق في الأسباب التي أدت إلى وصول الرضيعة إلى مستشفى 20 غشت بالدارالبيضاء، بعد أن نلقها من ورزازات إلى مراكش ثم إلى العاصمة الاقتصادية، ما تسبب في تدهور وضعها الصحي، حيث أصيبت بتعفن على مستوى الحلق.
وأكدت ذات المصادر أن المندوبية قامت بتعيين لجنة لتقصي الحقائق والبحث في الظروف المحيطة بهذه الواقعة، خصوصا تلك المرتبطة بالتقصير في العمل، وذلك بعد تلقي اتصال هاتفي من والد الرضيعة المتوفاة.
وحسب المصادر سالفة الذكر، فإن التحقيق الأولي أطاح بممرض رئيس يعمل بمستشفى بوكافر بورزازات، والذي تم إعفاؤه من مهامه بسبب تلقيه مبلغا ماليا من أجل القيام بإحدى واجباته المهنية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه القضية كانت قد تفجرت إثر وفاة رضيعة تنحدر من إقليم ورزازات داخل جناح العناية المركزة بمستشفى 20 غشت بالدار البيضاء، نهاية الأسبوع الماضي، بعد ابتلاعها عملة معدنية.
وذكر والد الرضيعة البالغة قيد حياتها من العمر سنة وشهرا واحدا، أنه نقل فلذة كبده إلى مستشفى 20 غشت بالدار البيضاء إثر فشل جهود إنقاذها بمستشفيات ورزازات ومراكش، بسبب ما أسماه “تهاونا وإهمالا طبيا”.
وأوضح “ح.ب” أن ابنته الرضيعة “نقلت بادئ الأمر إلى المستشفى الإقليمي سيدي حساين بورزازت إثر ابتلاعها العملة المعدنية، وبعد إطلاع الطاقم الطبي على حالتها، تقرر توجيهها إلى طبيب الحنجرة بمستشفى بوفاكر متعدد التخصصات المتواجد بالمدينة نفسها، دون التمكن من استخراج العملة المعدنية”.
وأكد ذات المتحدث أن الأطباء “طلبوا منه نقل ابنته مجددا إلى مستشفى محمد السادس بمراكش، حيث أخبروه بضرورة اجراء العملية ليلا، قبل أن تنقل من جديد إلى مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء، حيث تمكن فريق طبي من استخراج العملة المعدنية”.
وأضاف الأب أنه “بعد هذه الرحلة الطويلة، أخبره الطاقم الطبي مجددا بضرورة نقل ابنته إلى مستشفى 20 غشت، لأنها أصيبت بمضاعفات تنفسية جراء الحادث الذي تعرضت له”.
وأفاد الأب بأن “بقاء العملة المعدنية في حلق ابنته الرضيعة لمدة طويلة تسبب لها في تكون بكتيريا في جهازها التنفسي، وهو ما جعل وضعها الصحي في خطر”، مشيرا إلى أن “الأطباء أكدوا له أن بقاءها على قيد الحياة مسألة حظ فقط”.
وفيما كان الأب وعائلة الرضيعة يأملون في تحسن وضعها، توفيت الأخيرة مخلفة حزنا وأسى عميقين في نفوس أقربائها، حيث ووري جثمانها الثرى يوم الأحد الماضي بمقبرة الغفران بالدار البيضاء.
ومن وحي هذه النازلة، ناشد والد الضحية الملك محمد السادس “إصدار أوامره العليا من أجل فتح تحقيق في هذا الموضوع، وذلك تفاديا لتكرار مثل هذه الأخطاء”، مشددا على أن “مسؤولية وفاة ابنته تتحملها عدد من المؤسسات الصحية بكل من ورزازات ومراكش”.
التعاليق (0)
التعاليق مغلقة.