استنكرت عدد من الهيئات الجمعوية بإقليم تارودانت عودة انتعاش إنتاج الفحم الخشبي، خاصة من عود أشجار الحوامض، على مستوى جماعة تزمورت، ضواحي الإقليم.
وأوضحت هذه الهيئات أن “الأدخنة وروائحها عادت لتملأ عددا من الدواوير التي تتواجد بها المفاحم المصطفة على مقربة من التجمعات السكانية بتزمورت، وذلك دون الاكتراث لما تحمله من أضرار صحية وتلوثات بيئية”.
وكشفت هذه الجمعيات إلى أنها التئمت في إطار تنسيقية الكردان الكبير، بهدف وقف أنشطة المفاحم التي عمقت معاناة الساكنة بقيادة تزمورت، مشيرة إلى أنها راسلت عامل إقليم تارودانت وإلى جهة سوس ماسة وكذا مختلف المصالح المعنية للتدخل من أجل إنصاف المتضررين.
وأكدت الجمعيات نفسها أن “عددا من المواطنين الذين تقع مقرات سكناهم بالقرب من المفاحم سالفة الذكر أصيبوا بمرض ضيق التنفس والربو وأمراض الاختناق بسبب الأدخنة المنبعثة منها”، مؤكدين أن “هذا الوضع حول القرى الواقعة بالنفوذ الترابي للقيادة إلى جحيم لا يطاق”.
ومن جهتها، أفادت ساكنة المنطقة في تصريحات صحفية بأن “إيقاف عملية إنتاج الفحم باستعمال عود أشجار الحوامض في قيادة تزمورت هو مطلب ملح يتكرر من طرف الساكنة المتضررة من تواجد المفاحم غير بعيد عن مقرات سكناها”.
وشدد المتضررون من الساكنة والمجتمع المدني على أن “التوسع الحاد والعشوائي لهذه الصناعة يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، بيئية وصحية”، مشيرين إلى أنهم “راسلوا الجهات الوصية وأودعوا عددا من الشكايات لدى المصالح المختصة، دون أن يتم التفاعل معها بالشكل المطلوب”.
وأضاف هؤلاء أن “أنشطة إنتاج الفحم بقيادة تزمورت توقفت مؤقتا بعد احتجاجات قادتها الساكنة سنة 2019، لكن سرعان ما عادت للعمل من جديد بشكل عشوائي وغير قانوني، في ظل غياب تدخل صارم ورادع من طرف السلطات المحلية والإقليمية”.
ولفت المتضررون إلى أن “السلطة المحلية على مستوى قيادة تزموت كانت قد عقدت اجتماعا طارئا قبل حوالي 3 سنوات انتهى بالاتفاق على الإيقاف الفوري لكل عمليات التفحيم من طرف منتجي الفحم بالنفوذ الترابي للقيادة، مع القيام بعملية التفحيم محليا داخل الضيعات الفلاحية مصدر العود بطريقة قانونية على أن تكون بعيدة عن التجمعات السكانية بدل تجميعها في مكان واحد”، لكن “المنتجين سرعان ما خرقوا مخرجات الاجتماع وضربوا بعرض الحائط توصياته غير آبهين بالأضرار الصحية والبيئية للأنشطة التي يزاولونها بالمنطقة”، وفق تعبير الساكنة.
وأمام هذا الوضع، طالب المتضررون من الساكنة وهيئآت المجتمع المدني بإيجاد حل نهائي لمعضلة إنتاج الفحم الخشبي بدواوير جماعة تزمورت، ووضع حد لتداعياتها البيئية والصحية الخطيرة، وتمكينهم من حق العيش في بيئة سليمة وصحية.