أكادير 24 – وكالات
تواصل موسكو -اليوم السبت- إجراء استفتاءات واسعة على انضمام المناطق التي سيطر عليها الجيش الروسي في أوكرانيا إلى الاتحاد الروسي، وسط تنديد غربي وأمريكي واسع.
وتقع المناطق المعنية بالاستفتاء في جنوب وشرق أوكرانيا، في مقاطعات دونيتسك وزاباروجيا وخيرسون ولوغانسك.
وتأتي هذه الاستفتاءات بعدما أعلنت روسيا في وقت سابق أن قواتها سيطرت على مناطق عدة إثر قضائها على مئات الجنود الأوكرانيين.
وتقتصر الأيام الأربعة الأولى من الاستفتاء -الذي انطلق أمس الجمعة ويمتد حتى الثلاثاء- على عملية اقتراع جزئي لسكان تلك المناطق.
تنديد أوكراني واسع
في كييف، ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعملية التصويت قائلا : “سيكون رد فعل العالم عادلا تماما حيال الاستفتاءات الصورية”، التي وصفها بأنها “جرائم ضد القانون الدولي والقانون الأوكراني”.
ومن جهته، قال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك إنه “لا يوجد إجراء قانوني يسمى “الاستفتاء” في الأراضي المحتلة”، مبينا أن ما يجري ليس سوى “عرض دعائي للتجنيد في القوات الروسية”.
وبدوره قال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال أن “القضية التي تقلق الجميع الآن هي التعبئة الروسية واستفتاءاتها الوهمية”، إلا أنها “لا تغير شيئا بالنسبة للأوكرانيين من حيث الأهداف الإستراتيجية”، بحسب قوله.
وأضاف شميهال أن “أوكرانيا ستفعل كل شيء لتحرير أراضيها”، مشيرا إلى أن “الشركاء مستعدون لدعمها في ذلك، إضافة إلى استعدادهم لدعم تعافي البلاد وبناء دولة أوروبية قوية جديدة”، وفق تعبيره.
بايدن يدخل على الخط
دخل الرئيس الأمريكي جو بايدن على خط الاستفتاءات التي تجريها روسيا في أوكرانيا، حيث تعهد بفرض أعباء اقتصادية إضافية فورية وشديدة على موسكو.
وأكد بايدن أن بلاده تقف مع شركائها في جميع أنحاء العالم، وأنها ترفض نتائج “ملفقة” للاستفتاءات التي وصفها بأنها “شكلية وذريعة لضم أجزاء من أوكرانيا بالقوة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة”.
وشدد الرئيس الأميركي على أن “واشنطن لن تعترف أبدا بالأراضي الأوكرانية إلا على أنها جزء من أوكرانيا”، ووعد بالاستمرار في الدعم الأمني للشعب الأوكراني لمساعدته في الدفاع عن نفسه.
الناتو يستعد للرفع من دعمه لأوكرانيا
أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ أن الحلف سيكثف دعمه لأوكرانيا ردا على الاستفتاءات التي وصفها ب”الزائفة”.
هذا، لم يعترف الاتحاد الأوروبي بدوره بالاستفتاءات الروسية، حيث قال المفوض الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيخسر الحرب، وأن أوروبا لن تعترف بالاستفتاءات”.
وأكد بوريل أن “الاتحاد الأوروبي سيردّ بمواصلة تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا من أجل تمكينها من الدفاع عن نفسها، وبالإبقاء على العقوبات المفروضة لإضعاف قدرة الاقتصاد الروسي على تمويل الحرب”.
وبدورها، شددت دول مجموعة السبع على أنه لن يتم “إطلاقا” الاعتراف بالاستفتاءات التي لا تحمل “أي تأثير قانوني أو شرعية”.
موسكو والصين ترفضان الاتهامات
ردا على التنديد الغربي والأمريكي الواسع، رفضت موسكو الاتهامات الموجهة إليها، وقالت الخارجية الروسية إن “الاستفتاءات الجارية متوافقة مع القانون الدولي”.
وسرعان ما دخلت بكين بدورها على خط هذا الموضوع، حيث قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي -في تصريحات وجّهها إلى نظيره الأوكراني دميترو كوليبا أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس- “ينبغي احترام سيادة وسلامة أراضي جميع الدول”.