شهد العالم في الأشهر الأخيرة من السنة الفارطة أحداثا غير مسبوقة، منها الحرائق التي شبت في أماكن متفرقة من القارات الخمس والفياضانات وارتفاع درجات الحرارة، الأمر الذي جعل منظمة الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر بخصوص تغير الأرض في العقود القادمة، فكيف سيكون هذا الكوكب ؟
نشرت الأمم المتحدة تقريرا يجمل التغيرات التي سيعرفها كوكب الأرض خلال السنوات القادمة، انطلاقا من ارتفاع مستوى سطح البحر ودرجات الاحترار العالمي وصولا إلى مخاطر تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض.
مستوى سطح البحر
ارتفع مستوى سطح البحر في الوقت الراهن 3 مرات تقريبا مقارنة بالفترة الممتدة من 1901 إلى 1971، الأمر الذي توقع على إثره الخبراء ارتفاعا بنحو مترين بحلول نهاية القرن الجاري.
وإلى جانب ذلك، توقع الخبراء ارتفاع مستوى سطح مياه البحر بـ 5 أمتار بحلول عام 2150، وهو الأمر الذي قد يطمس دولا بأكملها ويشرد الملايين ويزيد من خطر الفياضات وفقدان الأراضي الزراعية.
هذا، ويرجح الخبراء أيضا أن يزيد هذا الوضع من حموضة مياه المحيطات والبحار، الأمر الذي من شأنه أن يقتل العديد من الكائنات البحرية مثل سمك القد ونجم البحر والمرجان والقنافذ البحرية.
درجات الحرارة
اعتبرت السنوات الخمس الماضية الأكثر حرارة على الإطلاق منذ سنة 1850، ومن المرتقب أن تشهد السنوات الـ20 القادمة ارتفاعا بمقدار درجة ونصف بسبب الانبعاثات المتزايدة للغازات الدفيئة.
هذا الوضع سيؤدي حتما إلى زيادة حرائق الغابات وتكرار موجات الحر الشديدة مرة كل 10 سنوات بعد أن كانت تحدث مرة كل 50 سنة.
الجليد
تشير تقارير منظمة الأمم المتحدة إلى أن الأنشطة البشرية تسبب حاليا في انحسار الأنهار الجليدية، الأمر الذي قد يتسبب في ذوبان جليد القطب الشمالي بالكامل مرة واحدة على الأقل قبل حلول عام 2050.
ثاني أكسيد الكربون
وصل تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض إلى أعلى مستوياته في المليوني عاما الماضية على الأقل، وهو الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقية.
وتكمن مخاطر هذا الغاز في بقائه في الغلاف الجوي لعشرات آلاف السنوات بحيث يحبس الحرارة من الإشعاع الشمسي، ويدفع نحو تغير المناخ.
وحذر خبراء الأمم المتحدة من أن مستويات ثاني أكسيد الكربون تمر بعتبة قد تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض في العقود القادمة إلى ما وراء المستوى “الآمن” الذي حدده المجتمع الدولي، مما يزيد من ارتفاع مستويات مياه البحا