أكادير : انتكاسة في قطاع المطاعم بسبب إجراءات الإغلاق المصاحبة لنهاية رأس السنة
يعيش قطاع المطاعم بمدينة أكادير ما وصفه عدد من المهنيين بـ “الانتكاسة الحقيقية”، وذلك على خلفية إجراءات الإغلاق التي سنتها الحكومة تزامنا مع نهاية السنة الميلادية.
وللعام الثاني على التوالي، ستمر احتفالات رأس السنة في أجواء “باردة” بأكادير، في الوقت الذي كانت تعول فيه عدد من مطاعم المدينة على تعويض خساراتها المتراكمة خلال الأسبوع الأخير من السنة التي سنودعها بعد أيام قليلة.
ودأب مهنيو هذا القطاع على مضاعفة أرباحهم خلال احتفالات السنة الميلادية التي تعرف استقبال عدد من السياح، بيد أن واقع الحال غيرته جائحة كورونا وطبعته بأجواء لم تكن مألوفة من ذي قبل.
محمد كولحسن : أملنا في السياحة الداخلية
قال محمد كولحسن، رئيس الجمعية الجهوية لمهنيي المطاعم بسوس ماسة، أن “قطاع المطاعم يعول على السياح المغاربة، خاصة في نهاية الأسبوع، في انتظار فتح الحدود في وجه السياحة الدولية لترجع لأكادير حيويتها في القطاع السياحي”.
وشدد ذات المتحدث على أن “مهنيي القطاع يقفون مع مصلحة الوطن وليس ضدها”، مضيفا : “لذلك نحن نتفهم التدابير التي فرضتها الحكومة ورحبنا بها رغم أننا متضررون بشكل كبير منها، ولكننا لا نريد السقوط في انتكاسة وبائية”.
آثار وخيمة على القطاع
في رده على سؤال حول الآثار السلبية التي لحقت قطاع المطاعم بعاصمة الانبعاث بسبب الظرفية الوبائية، أوضح كولحسن أن “احتفالات رأس السنة تنعش القطاع، وتوفر مزيدا من فرص الشغل المباشرة وغير المباشرة وتحرك العجلة السياحية بالمدينة، لكن مع انتشار الوباء، تقلصت أنشطة المطاعم وانخفضت الطلبيات الخاصة برأس السنة”.
وتابع ذات المتحدث قائلا : “هي انتكاسة أخرى تنضاف إلى سلسلة من الخسارات التي لحقتنا منذ ظهور الجائحة، ولككنا نأمل أن نتجاوزها في قادم الأيام، وهنا نجدد احترامنا للقرارات التي تتخذها كافة السلطات حماية لصحة المواطنين والسياح على حد سواء”.
السياحة تصارع الإفلاس
يعتبر قطاع المطاعم جزءا لا يتجزأ من منظومة السياحة المغربية، ما يعني أن هذه الأخيرة تكبدت بدورها خسائر كبيرة بسبب الجائحة والتدابير الاحترازية المرافقة لها.
في هذا الصدد، أوضح حليم العايدي، الفاعل في القطاع السياحي بأكادير، أن “السياحة سجلت انتعاشا نسبيا منتصف هذا العام مع تقدم الحملة الوطنية للتلقيح ضد كورونا وتخفيف الإجراءات الاحترازية، لكن للأسف، بعد تعليق جميع الرحلات وإغلاق الحدود، أصبح القطاع يصارع شبح الإفلاس الكامل”.
ووصف ذات المتحدث حجم الأضرار التي لحقت القطاع بـ”الكارثي”، مضيفا أن “كافة المجالات المرتبطة بالسياحة تضررت بشكل كبير، كالسياحة الرياضية التي تشتهر بها أكادير والمناطق المجاورة، مثل رياضة الدراجات المائية والألواح الشراعية”.
الفاعلون السياحيون في أزمة متعددة الأوجه
كشف رشيد دهماز، رئيس المجلس الجهوي للسياحة بسوس ماسة، أن الفاعلين في قطاع السياحة بأكادير والمهنيين يعيشون أزمة متعددة الأوجه، على المستوى الاجتماعي والاقتصادي وحتى النفسي.
وأكد ذات المتحدث أنه “لا وجود لأي استعداد أو مظهر من مظاهر الاحتفال برأس السنة في المؤسسات الفندقية والمطاعم بالمدينة وبالجهة عموما”، موردا أن “الإجراءات الاحترازية طالت وشُدِّدت بإعلان الإغلاق الليلي ومنع التجول ووقف الرحلات الجوية”، معتبرا ذلك “حكما بالإعدام على وجهة أكادير”.
وشدد الدهماز على أن “القطاع عاد إلى نقطة الصفر مع التدابير المفروضة في نهاية السنة”، مسجلا أن “جل الوحدات الفندقية قد أغلقت أبوابها”.