تساءل مجموعة من المغاربة عن مصير الأعراس الصيفية، وموعد السماح بتنظيمها، خاصة وأن العديد من الزيجات رهينة بقرارا في الموضوع بعد إعلان الحكومة تخفيف التدابير الاستثنائية لمواجهة كورونا.
في هذا السياق، أوضح الدكتور الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن “التجمعات الداخلية بشكل عام تشكل فرصة كبيرة لانتشار الفيروس، وبالتالي خطرا حقيقيا على صحة المواطنين وعلى الوضعية الوبائية”، مشيرا إلى أن “الأمر لا ينحصر فقط في الأعراس”.
صعوبة التقيد بالتدابير الوقائية تقف حاجزا أمام تنظيم الأعراس والحفلات.
أوضح الدكتور حمضي أن “الحفلات المغربية تستغرق مدة زمنية طويلة، وتنظم عادة في قاعات للحفلات أو في منازل أو أماكن تفتقر للتهوية”، وهو ما يجعل فرص انتقال عدوى كورونا بين الحاضرين مرتفعة.
وتابع حمضي بأن هذا الموضوع ترافقه إشكالات أخرى من قبيل صعوبة ارتداء المواطنين الكمامة الواقية في الحفلات، أو تجنب ملامسة الأسطح، “الشيء الذي يجعل من الصعب في ظل الظروف الوبائية الحالية تنظيم هدا النوع من الأنشطة”.
دراسة فرنسية تؤكد الموضوع
أشار الطيب حمضي في معرض حديثه إلى النتائج الأولية لدراسة فرنسية أعدها معهد باستور، والتي خلصت إلى أن 80 في المائة من الإصابات بفيروس كورونا تحدث بأماكن داخلية مغلقة.
ذات الدراسة خلصت إلى أن 15 في المائة فقط من الإصابات تحدث بأماكن داخلية مع التهوية، فيما تنتقل العدوى بنسبة 5 في المائة في أماكن مفتوحة في ظل إعمال قواعد السلامة الصحية.
قطاع متضرر، لكن السلامة أولى
شدد حمضي على أن سلامة المواطنين يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في جميع الأحوال، مضيفا أن تضرر قطاع الحفلات من الجائحة يجب أن تتم مواجهته بسبل أخرى غير المس بصحة المواطنين.
وشدد حمضي على أنه لا يمكن لقطاع الحفلات أن يتحمل وحده تبعات السلامة الوبائية في المملكة، داعيا إلى مواجهة الركود الذي يتخبط به بصيغ كفيلة بمساعدته وتعويضه ودعمه في إطار مجهود وطني تضامني.