أكادير24
الطفلة ع. هاجر، وعمرها ثماني سنوات تعاني، منذ شهر غشت 2014، من مرض على مستوى الرأس هو عبارة عن كيس يسبب لها سيلانا للماء في الرأس. وقد تم عرضها على عدة أطباء وبروفسورات بأكادير وكلميم والدار البيضاء والرباط. ولأن أباها هو عسكري متقاعد فقد تم نقلها إلى كل المستشفيات العسكرية المتواجدة بالجنوب ( مستشفى الدشيرة – الجهادية ومستشفى كلميم العسكريين)، ثم إلى مستشفى محمد الخامس بالرباط، لكن للأسف دون نتيجة.
وقد بدأت حالة الطفلة هاجر ابتداء من النصف الثاني من سنة 2014، حيث أصبحت تتعرض لحالات فقدان التوازن والسقوط ليتم عرضها على عدد من الأطباء، أطباء الأطفال، بمحيط مدينتي إنزكان وأكادير والمستشفى العسكري بالدشيرة ومستشفى كلميم، ثم مستشفى السويسي بالرباط. ولأن حالتها لم تتحسن تم إرشاد عائلة الطفلة هاجر لعرضها على أحد الأطباء المختصين بمصحة الأطفال بالدار البيضاء.هذا الأخير أجرى عملية جراحية للمريضة، بعد أن فرض على العائلة، دون التكاليف الأخرى، أداء مبلغ 10.000 درهم من تحت الطاولة، وهو المبلغ الذي لا تعوضه مصالح التعاضدية. وبعد إجراء العملية طلب الطبيب-البروفيسور من العائلة أن يتم عرض الطفلة عليه للمراجعة والتأكد من أثر العملية في أجل ثمانية أيام، وهو ما قامت به العائلة لتصطدم برفض مطلق لابنتها بأن يلمسها ذلك الطبيب.، مما جعل هذا الأخير يكتفي بأن يعين لها بعض الأدوية لترجع إلى بيتها.
لكن حالتها لم تتحسن بتاتا مما جعلها تخضع لعمليتين متتاليتين من طرف نفس الطبيب، والذي طلب بعدهما بأن تعرض الطفلة على طبيب أسنان لنزع أربعة أسنان للمريضة التي ازدادت حالتها في التردى، ليتم اللجوء في الأخير إلى تركيب آليتين على مستوى رأس المريضة لم يعطيا أية نتيجة تذكر، لتبقى الطفلة حتى هذه اللحظة حبيسة بيت عائلتها بأكادير لا تمشي ولا تتحرك، بل تكتفي بالتواصل مع ذويها بحركات العين.
هذا المسلسل الدرامي عمره حاليا خمس سنوات بالتمام والكمال، أي منذ 2014. والعلاجات عندنا لم تعط أية نتيجة، وحالة هاجر ما زالت، ونتمنى أن لا تبقى، تراوح مكانها. وعدد من الأطباء الذين سهروا على علاجها طلبوا من عائلتها أن يتم نقلها إلى فرنسا حيث تتوفر وسائل وإمكانيات العلاج، والتي للأسف تغيب عندنا. ومنذ مدة، مدة ليست بالقصيرة، وعائلة هاجر تحاول أن تضغط على الجهات الوصية بقطاع الصحة العسكرية لإنقاذ ابنتها ونقلها للعلاج بفرنسا، لكن دون نتيجة. وقد طلب من العائلة أن تقوم بالحصول على مواعيد بفرنسا لاستقبال المريضة، وقامت بذلك لأكثر من أربع مرات، دون أن تتبع هذه المواعيد بأي إجراء فعلي وملموس يضع حدا لمعاناتها. إن حالة هاجر هي حالة إنسانية ومستعجلة ونتمنى أن يتم وضع حد لها بالقيام باللازم بمعزل عن أي اعتبار مهما كان، لأن الحالة هي حالة إنسانية، وحالة إنقاذ حياة إنسانية، وهي بالتالي لا تستحمل اللجوء إلى الحسابات الصغيرة.
عبد اللطيف البعمراني
التعاليق (0)