يشكل قطاع النفط في جميع أنحاء العالم مصدر ربح ليس فقط للشركات العاملة في مجال استخراجه وتصنيعه وتوزيعه، بل أيضًا للأفراد الراغبين في الاستثمار في هذه السوق، وللمتداولين الساعين وراء تحقيق الربح من خلال مراقبة تحركات سوق النفط وأسعاره واغتنام فرص التداول المناسبة.
يعتبر تداول النفط شائعًا جدًا ومن أهم أنواع التداول إلى جانب تداول سلع أخرى مثل الذهب والغاز الطبيعي، وتجارة الفوركس والعقود مقابل الفروقات، وأيضًا تداول العملات الرقمية الذي بدأنا نسمع عنه الكثير خلال الأعوام القليلة الأخيرة. لا يحتاج تداول النفط كسلعة إلى العمل في شركة نفط أو المشاركة في البورصة بشكل فعلي، بل يمكن تداوله عن بعد من المنزل من خلال وسطاء ومنصات التداول العالمية. يمكن لأي شخص معني تعلّم كيفية تداول النفط بسهولة من خلال الدورات والندوات والشروحات الكثيرة المتوفرة على الإنترنت، وخاصة تلك الظاهرة في مواقع شركات التداول.
لقد بدء تداول النفط في البورصات العالمية الالكترونية عام 2008 ويشار إليه بالرمز (ICE). عندما نتحدث عن تداول النفط، فإن النفط الذي نعنيه عمومًا هو WTI، وهو اختصار خام غرب تكساس الوسيط، (المعروف أيضًا باسم النفط الخام)، وهناك أيضًا خام برنت (Brent)، والذي يعتبر معيار السعر العالمي للنفط، ويرتبط بشكل كبير بأسعار النفط الذي يتم انتاجه في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط. غرب تكساس الوسيط وخام برنت هما من الأسواق الأكثر تداولًا على مستوى العالم.
هناك العديد من العوامل التي تؤثر على أسعار النفط والتي من المهم الانتباه إليها وأخذها في الاعتبار عند اتخاذ أي قرار متعلق بالتداول. هذا مهم بشكل خاص في سوق النفط لأن استخداماته الكثيرة والطلب المرتفع عليه يجعله أحد أكثر الأسواق في العالم تداولاً وتقلبًا، وقد تتغير معادلات العرض والطلب خلال فترة زمنية قصيرة جدًا، وينعكس هذا بالتالي على الأسعار التي يمكن أن تتغير بشكل جذري خلال فترة زمنية قصيرة. من الأمثلة الشهيرة على ذلك هو عندما ارتفع سعر النفط في شهر يونيو من عام 2008 إلى مستوى 145 دولار، ولكنه انخفض بعد ذلك إلى مستوى 30 دولار فقط بحلول شهر ديسمبر من العام نفسه، وذلك بشكل أساسي نتيجة لتغييرات شديدة في مستويات العرض والطلب خلال نفس العام. تشمل العوامل الرئيسية المؤثر على تداول النفط:
- تحركات العملة الأمريكية: يعتبر الدولار الأمريكي عملة مؤثرة على كل السوق بشكل عام وأيضًا على سوق النفط. العلاقة بين الاثنين عكسية، حيث أنه إذا ارتفع الدولار الأمريكي تتراجع أسعار النفط وعند تراجع الدولار الأمريكي يرتفع سعر النفط.
- التغييرات الجيوسياسية: وتشمل هذه الحروب والنزاعات الإقليمية والأزمات السياسية.
- اكتشاف مصادر بديلة للطاقة: على سبيل المثال اكتشاف النفط الصخري الذي بلغ ذروته عام 2010.
- العوامل الموسمية: وتشمل هذه الكوارث الطبيعية والتغييرات الجوية والمناخية التي تؤثر في عمليات الإنتاج والاستهلاك. على سبيل المثال، إذا ضربت كارثة طبيعية بلدًا الذي يستهلك النفط بشكل كبير فقط يتأثر الطلب هام ويقل الإنتاج ويؤدي هذا إلى تراجع أسعار النفط.
- قرارات منظمة أوبك: أوبك هو الاسم المختصر لمنظمة الدول المصدرة للنفط (بالإنجليزية: OPEC)، وهي منظمة عالمية تضم 15 دولة عضو التي تعتمد بشكل أساسي أو كبير على صادراتها النفطية لتحقيق المدخول، مثل المملكة العربية السعودية وهي العضو الأبرز والأكثر تأثيرًا في المنظمة. تملك الددول الأعضاء في هذه المنظّمة 40% من الناتج العالمي و70% من الاحتياطي العالمي للنفط، وهذا يشرح سبب قدرتها الكبيرة على التأثير على أسعار النفط وموازين القوى والطلب في العالم.