كانت الساعة تشير إلى الثانية زوالا من مساء الاثنين الماضي، وعبر الجناح المخصص للجرائم المالية بمحكمة الاستئناف بالرباط، دخل 24 أمنيا ضمنهم الرئيس السابق للمنطقة الإقليمية للأمن الفنيدق-المضيق ورئيس المنطقة الأمنية لأنزكان الشهير ب”ميسي”، ورؤساء فرق للشرطة القضائية والاستعلامات العامة بمدن تطوان وطنجة والعرائش ووزان. واحد من المسؤولين الأمنيين كان يرتدي جلبابا تقليديا وبيده سبحة، اختار الجلوس بالصف الأخير من جناح المعتقلين، فأثار انتباه فضوليين داخل قاعة المحاكمة، كما جلست شرطية وحيدة ضمن المعتقلين بتهمة إفشاء السر المهني في الصف الخلفي للقاعة، المتابعين من طرف قاضي التحقيق بوجود شبهات قوية بينهم وبين “موسى” الدولية للتهريب الدولي للمخدرات.
وجد هؤلاء أنفسهم في موقف محرج، بعد الأمر بإيداع ما يزيد عن 20 منهم برتب مختلفة سجن العرجات، يحضرون إلى المحكمة مطأطئي الرؤوس، وزملاؤهم السابقون يفرضون حراسة لصيقة عليهم داخل القاعة، فيما يتكفل الدرك بنقلهم من مركز الاعتقال إلى محكمة الاستئناف بحي الرياض بالرباط.
وبعد انتظار دام ساعتين بالقاعة رقم 4 بالجناح المخصص للجرائم المالية والاقتصادية، دخلت الهيأة القضائية إلى مقر المحاكمة، ونهض الجميع احتراما لهيأة المحكمة، فنادى رئيس الجلسة على المتهم الرئيسي في تهريب المخدرات على الصعيد الدولي (موسى.ب) الذي جر أمنيين إلى قفص الاتهام، وبعدها انتقل إلى المناداة على باقي المسؤولين الأمنيين الذين ينتمون إلى ولاية أمن أكادير وطنجة وتطوان.
صرح رئيس الجلسة أن غرفة جرائم الأموال الابتدائية ضمت ملف أكادير المرقم ب6 والذي يتابع فيه متورط بارز في التهريب الدولي للمخدرات، إلى الملف رقم 3 الذي تتابع فيه عناصر الأمن ومهربون آخرون للممنوعات.
وبعدما علمت عائلات المتابعين وهيأة الدفاع أن رئيس الجلسة قرر تأجيل القضية إلى الأسبوع المقبل، ارتفع صوت الحضور والمحامين داخل قاعة المحاكمة، فتدخل رئيس الجلسة ليعلن بصفة رسمية عن موعد المحاكمة.
عن الصباح بتصرف