تفاءلت الجمعيات الأمازيغية لبرهة حين استمعت إلى تصريح الناطق الرسمي بالحكومة، وهو يصرح بتوصل رئاسة الحكومة بمطلبها الرامي بجعل رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا وعطلة مؤدى عنها، وزاد في تصريحه، أن خبرا سارا في انتظارهم…لكن تجري الأيام ويطول الانتظار، ليأتي خبر اعتماد عيد رأس السنة ليس في المغرب وإنما في الجزائر، وبالرغم من التعليقات التي واكبت إعلان بوتفليقة، في اجتماع مجلس وزاري للخبر، والتي ترجح فرضية أن يكون الاعتراف محاولة لتهدئة الأجواء في المناطق الأمازيغية المحتجة منذ فترة، فإن هذا الموقف يشكل تقدما كبيرا في مسلسل المصالحة مع الهوية والثقافة الأمازيغيتين.
أمازيغ المغرب لا يزالون ينتظرون تفعيل ما حمله دستور 2011 من تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية وإخراج المجلس الوطني للغات والثقافة، حيث مشاريع القانونين التنظيميين المتعلقين بهما لا يزالان قيد المناقشة باللجان الدائمة للبرلمان، الكل يتحدث عن الصعوبات التي واكبت إخراج المشروعين ومحاولة الالتفاف غير ما مرة على مضمونهما والبطء في إيداعمها وبرمجتهما.
لكن، الملاحظ ان الاحتفال الذي كان إلى سنوات خلت ذو طبيعة نخبوية ومحصور في إطار الجمعيات المدنية، قد تحول إلى سلوك وتقليد عمومي، الكل يهنئ بقدوم السنة الأمازيغية وصيغ وتعابير للاحتفال توجه عبر الواتساب…كما أن الطابع الجماعي للاحتفال أصيح يأخذ حيزا متناميا في البوادي كما المدن، فبمدينة أكادير أصبحت المقاهي تقدم طابقا مهما لزبائنها ولزوار المدينة، طابق يضم منوعات غنائية يراعى في اختيارهما التنوع لإرضاء مختلف الأذواق إلى جانب خوان يحتوي على الماكولات التقليدية المحتفى بها في هذه المناسبة.
وكنموذج لهذه الاحتفالات، نظم مقهى لا كوت دور، يوم السبت الموافق لرأس السنة، حفلا ساهرا شارك فيه الحسين بيزنكاض إلى جانب نجوم الأغنية الأمازيغية، والشعبية والشرقية والخليجية…في احترام للتنوع والتعدد الفني والثقافي، وتم تقديم، على حسب اختيار الزبناء، أطباق الطاجين، تكلا (أي العصيدة) وبداز…