في نظر الكثير من المتتبعين انخرطت مدينة أكادير في تحد حقيقي وهي تقبل أن يستقبل ملعبها الكبير، ملعب أدرار، مباراة الديربي البيضاوي بين الرجاء والوداد.
وطيلة الأسبوع الذي ستعرف نهايته إجراء المباراة كان هناك تحرك ملموس للجهات المسؤولة بأكادير ابتداء من السيدة الوالي وحتى أدنى رجل أمن لإنجاح هذا التحدي تنظيميا وأمنيا.
وهكذا تم تجنيد حوالي 2600 رجل أمن من أجل التأطير الأمني، 1400 فردا منهم جاؤوا من خارج أكادير. هذا بالإضافة الى عناصر القوات المساعدة ومكونات الأمن الخاص التي تحركت بالأساس داخل الملعب وفي محيطه.
وباستثناء بعض حالات الإنفلات المتفرقة والمعزولة يمكن التأكيد على أن الديربي مر في أجواء طيبة وظروف جيدة.
ويبقى من الواضح أن ركوب الجهات المسؤولة بأكادير، وعلى رأسها السيدة الوالي، لهذا التحدي وإنجاحه مهما كان الثمن كان الهدف منه إعطاء مزيد من الدينامية والحركية التنشيطية لمدينة الإنبعاث التي أصبحت في المدة الأخيرة تعرف حالة إنكماش تعكسها قلة الرواج الذي تعرفه العديد من المجالات والقطاعات، بما فيها القطاع السياحي الذي كان حتى عهد قريب يمثل الجانب المشرق والدينامي للمدينة. ولهذا فإقامة الديربي البيضاوي ومهما كانت المحادير والتحديات يمثل نقطة ضوء انارت المدينة وخلخلت جمودها..
ويوم إجراء المباراة لوحظ حضور كل فعاليات ومسؤولي المدينة والمنطقة. كما عرفت المباراة بالإضافة إلى حضور السيدة زينب العدوي، حضور كل من عامل إنزكان-آيت ملول، وعامل شتوكة آيت باها، وعامل تزنيت.وعرفت كذلك حضور رئيسي الفريقين المتباريين السيدان حسبان والناصيري، واللذين جلسا جنبا إلى جنب. كما أن فريقيهما لم يفلتا الفرصة لكي تلتقط لهما صورة جماعية غاب عنها للأسف مدربا الفريقين امحمد فاخر وسيباستيان ديسابر.
وخلال إجراء المباراة تبين أن الثقل النفسي والمعنوي للديربي كان له تأثيره على لاعبي الفريقين واللذين لم يقدموا مستوى تقنيا كبيرا. بل يمكن القول أن ديربي الجنوب الذي جمع مساء يوم الجمعة الماضي بين حسنية أكادير والكوكب المراكشي كان أكثر إمتاعا من الديربي البيضاوي الذي قتل فيه الرهان، رهان الديربي، جانب الفرجة والمتعة، هذا الجانب الذي تكفل به الجمهور الحاضر، بالأخض الجمهور الرجاوي الذي كان عدديا أكثر كثافة، وبكثير من الجمهور الودادي. فهذا الجمهور بطقوسه وتشجيعانه أعطى رونقا وسحرا خاصين للمباراة.
ع. البعمراني