تخللت حياة الملك الحسن الثاني العديد من الطرائف والأحداث التي ظلت راسخة في أذهان الكثيرين، فقد كانت تربط الملك الراحل علاقة خاصة بالمقربين منه والمحيطين به وحاشيته.
ومن بين الأحداث والطرائف التي ظل المغاربة يتداولونها قصة “بلغة” الملك، ففي عام 1992 وبعد انتهائه من أداء الصلاة وعندما كان يهم بالخروج من المسجد لإلقاء التحية على أبناء الشعب الذين كانوا ينتظرونه، فطن الملك الراحل إلى ضياع “بلغته” وهو الشيء الذي لم يستسغه أبدا.
كان الوفد يعرف حينها الحدة والصرامة التي يتميز بالملك الحسن الثاني، فهو لا يتساهل في هذه الأمور و يعتبرها إخلالا بالواجب، لذلك فقد كان الكل خائفا من عقابه، خاصة وأن الأمر يتعلق”ببلغته الشخصية”، فتدخل حارسه الشخصي موجها سؤاله لبعض أفراد الحرس: كيفاش تضيع بلغة سيدنا؟
وحسب بعض الروايات التي حكيت عن الواقعة: فقد كان الملك غاضبا جدا في ذلك اليوم، ليقرر آنذاك معاقبة كل من وزير الداخلية “إدريس البصري” ومدير الأمن الخاص، فطلب منهما نزع “بلغتيهما” والعودة إلى مكان إقامتيهما حافيي الأقدام، ثم ركب سيارته الخاصة وتوجه نحو القصر.
وقد سبق لعبد الهادي بوطالب مستشار الحسن الثاني ووزيره لعدة مرات وأستاذه في المعهد المولوي أن تحدث عن طباع الملك الراحل فقال:” الملك الحسن الثاني كان رجل الوسط، كان لينا حين يريد وحازما قويا حين يقرر.لا يتساهل في أن يلاحظ على أحد من مواطنيه الذين يعفون باسم(رعايا جلالة الملك) إخلاله بواجبات التوقير والاحترام لشخصه، لم يكن يقبل ذلك ولا يلتمس لأي أحد العذر في ذلك”.