عاد جزء من الحياة الطبيعية لأحياء المزار بعد اربعة أيام من الصخب والفوضى العارمة ، ففي الوقت الذي كان يُشهد لمنطقة المزار بالريادة في مجال تنظيم حفلات بوجلود ،من خلال الابداع في الشخصيات وتنظيم كرنفال يجوب المنطقة ، قوامه شباب يحترمون الساكنة والمناسبة ، تحول الامر ليصبح العكس هذه السنة ، والدليل محاولة اختطاف فتاة بعد زوال الاربعاء الماضي وسط حي اكدال اسوس ، والثاني تناحر بين شخصين ارتدييا لباس بوجلود بعد ان اصطدما ببعضهما واستعملا السلاح الابيض ، والقصص كثيرة التي تداولتها السن الساكنة:
الوسخ يطال ساحات الاجداد
بدءا من ساحة المسجد الكبير مرورا بساحة حي اكدال اسوس وساحة الخزانت وساحة اكدال اوزيمو ، والتي شهد لها التاريخ باحتضانها لحفلات وليالي جمعت الساكنة بالضيوف ، فاليوم كلها أصبحت تحت رحمة شباب وقاصرين القاسم المشترك بينهم هو الطيش والرغبة في توجيه وتسديد الضربات بالعصي والأحزمة الجلدية التي يحملونها وخاصة للفتيات ، والغريب أن بعض هؤلاء الذين ارتدوا الجلود تحولوا الى مافيات للكريساج ، واستعملوا الدراجات السينية الصنع التي كانت تجوب الحي طولا وعرضا بلا حسيب ولارقيب ، وأغلبها يحمل ثلاثة أفراد بجلود المعز ، مستعينين بالسكاكين والسيوف في اليد اليمنى ، وقنينات الخمر في اليد اليسرى ، وتحول حي المزار الى بستان للفوضى والتعدي
الغياب التام للسلطات:
منذ اليوم الاول لعيد الاضحى ، اغتنم عدد من القاصرين والمتسكعين المناسبة ، وتحولا الى ذئاب بشرية ، تنكرت في هيئة شخصية بوجلود التي يؤكد التاريخ أن عمرها يزيد عن 14 قرنا ، وبدأت هذه ذئاب تلوذ وتبحث في الازقة عن الفتيات ، والويل كل الويل للتي تخرج من منزل أسرتها ، فالمقاييس هنا ليست ادخال الفرحة على النفوس ، بل الانتقام من اجل الانتقام ، ويستعين بوجلود بالعصا والسياط والاحزمة الجلدية ، وتراه يشمر عن ساعديه ، ويوجه السب والشتم للفتاة التي تبقى بين يديه لعبة سائغة يفعل بها مايشاء ، وتبقى أهم اللحظات التي تصل الدروة مابعد صلاة المغرب، حيث تتحول خاصة ساحة المسجد الكبير الى معرض لهؤلاء المتسكعين الذين يظهرون بلباس بوجلود ، وهم يستعرضون عضلاتهم، والغريب أنم السطات الأمنية لم تكلف نفسها ولو تخصيص دورية لهذا الحي ومعها السلطات المحلية ، كأن المزار قطعة خارج الزمان والمكان في هذا البلد ، والتي يراها السياسيون خزانا انتخابيا تارة يحملونها وردة في أدي ساكنتها وتارة مصباحا .والدليل اليوم هو كيف يمكن تصديق أن حوالي 50 الف نسمة تعيش في منطقة لاتتواجد بها مقاطعة أمنية
أزقة بدون منافد:
ساهم في انتشار الفوضى بالحي أن أغلب الازقة بدون منافد ، وذلك راجع بالاساس الى الاكتضاض السكاني في محيظ لايتعدى قطره كلم واحد ، اضطرت معه الساكنة في ظل انعدام معامل ومصانع وفرص الشغل وتهيئة عمرتانية في المستوى ، الاقدام على بيع اراضيهم ن وتخصيص مساكنهم للكارء لفائدة النساء اللواتي يشتغلن في الحقول والضيعات الفلاحية الممتدة بين دوار تكاض والمزار ،وخلف هذا النزوح مشاكل بالجملة أهمها استقالة المرأة من دورها في التربية ، مما ساهم في صعود جيل لايرحم و لايحس ، جيل يتنقل بين المقاهي والأزقة بعد أن لفظته المؤسسات العمومية وأصبح مشروع مجرم
مطالب الساكنة:
يعيش حي المزار اليوم حالة خاصة ، فبين الحلم الوردي الذي يصنعه المنتخبون القادمون من مركز أيت ملول ، والحقيقة المرة القادمة من وسط الازقة ، تسطع الحقيقة التي لابد من قولها : حي لايتوفر على أدنى مقومات العيش ، فقد أصبح ملاذا آمنا لكل المتسكعين وتجار المخدرات ، والقتلة والمجرمين ، حي لايتوفر على بنيات تحتية وتجهيزات تخول له بأن ينتمي للمجال الحضري لايت ملول ، وعليه أن ينتظر في كل مرة اقتراب موعد الانتخابات ليحضى بطريق أو بإنارة عمومية ، والتاريخ شاهد اليوم على أن من يسهر على تسيير المجالس بايت ملول لايكلفون نفسهم سوى نعت اهل وساكنة المنطقة ب”مالين النعناع ” والهاربين من الرمال الزاحفة
سعيد مكراز