اهتزت ساكنة الاخصاص يوم أمس الثلاثاء 22 مارس 2016 بعمالة تيزنيت على وقع خبر العثور على شاب في عقده الثاني، مقيدا بالسلاسل، بعدما احتجزته والدته لما يفوق عن أربع سنوات، داخل غرفة ببيت المنزل الكائن بتفرضين زنقة المقاومة بالاخصاص التابعة لعمالة افني، ونقل الضحية إلى المستشفى الإقليمي بإنزكان في وضعية صحية جد حرجة وظروف لا إنسانية.
تفاصيل الواقعة، وفق مصادر جريدة أكادير 24، تعود للحظة اكتشاف طالب جامعي بابن زهر ينحدر من المنطقة، وبالصدفة، لوجود شاب محتجز من طرف والدته لمدة طويلة، فما كان عليه إلا أن اقتفى أثره، ليتأكد أن الذي كان قد أصابه مرض عقلي لمدة ثماني سنوات، قد احتجز داخل غرفة نومه من طرف والدته. والفظيع في الأمر أنه مقيد بالسلاسل قيدت حركته وتحركه، فما كان منه إلى أن عمم الخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك مطالبا الجهات المعنية بالتدخل.
المأساة تفجرت، صباح يوم أمس، عندما عمدت جمعية تكمات للتنمية والتعاون بمنطقة الاخصاص وبتنسيق مع جمعية نحمي شرف ولدي بأكادير إلى تقديم شكاية مباشرة إلى السيد الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بأكادير بخصوص التبليغ عن هذا “الأمر الرهيب”، الأمر الذي دفع الوكيل العام بأكادير بإعطاء تعليماته على الفور للسلطات المحلية ورجال الدرك الملكي للتنقل على عجل إلى عين المكان في حدود الساعة الرابعة مساء، حيث داهموا وقاموا بتفتيش مرافقه رغم ممانعة صاحبته.
مصادر الجريدة، ذكرت أنه بمجرد ما أن ولجوا إلى الغرفة التي احتجز فيها الشاب، فوجؤوا بانبعاث رائحة كريهة من داخلها ، كما اهتزت قلوبهم، على وقع منظر لاإنساني غير مألوف، حيث وجدوا الشاب متسخ الثياب ، ولون بشرته متسخة أيضا وشاحب، بنيته الجسمانية نحيلة وشعر رأسه طويل، على غرار لحيته. و الفظيع في الأمر أنه كان مكبلاً بالسلاسل مقيد الرجلين داخل غرفة خصصتها له والدته، فتم نقله إلى المستشفى الإقليمي بإنزكان لعرضه على طبيب مختص ومتابعة حالته الصحية.
المحتجز “محمد ب” من مواليد 1985 يقطن بتفرضين زنقة المقاومة بالاخصاص، كان يعيش حياته بشكل عادي، حسب شهادة الشهود الذين إستقت جريدة أكادير 24 شهادتهم، وبعد تخلي والده عنه وعيشه مع والدته التي تقول نفس المصادر ، أنها عنيفة شيئا ما، ومعروفة بالمنطقة بسلوكها الخشن، أصيب الابن الوحيد باضطرابات نفسية وعقلية منذ ثماني سنوات من الآن. ونظرا للظروف الاجتماعية الصعبة التي تعيشها الأسرة، عمدت والدته إلى إحتجازه بمكان منعزل داخل البيت، ليقضي زهرة عمره وعنفوان شبابه، رهن الاعتقال. ولولا تدخل الجمعيات الحقوقية لما افتضح أمره، ولظل محتجزا، ولعاش “نكرة”، إلى أن يقضي نحبه في ظروف لاإنسانية.
هذا، ومن المنتظر أن تباشر السلطات الأمنية التحقيق مع والدة الشاب، في أفق تحديد الأسباب التي دفعتها إلى القيام بفعلتها التي أثارت استياء ساكنة المنطقة، كما دخلت على الخط بعض الهيئات الحقوقية وعلى رأسها الفاعلة الجمعوية السعيدية أنجار، والتي وصفت وَضْعَ الضحية “بالحالة اللإنسانية الكارثية بكل المقاييس، والجريمة النكراء في حق البشرية”.