انكشفت خيوط شبكة إجرامية خطيرة متخصصة في ترويج الأوراق النقدية المزورة، بعد تقديم ورقة مالية من فئة 200 درهم لأحد محلات الجزارة بمدينة العروي.
وفي تفاصيل القضية، أفادت مصادر متطابقة أن القصة بدأت حين دخل طفل إلى محل جزارة وسط المدينة، ممتطيا دراجته الهوائية، وطلب كمية بسيطة من اللحم مقابل ورقة نقدية بدت مشبوهة من حيث الشكل والملمس، ما أثار شكوك الجزار ودفعه إلى استدعاء المصالح الأمنية على الفور.
وأضافت المصادر ذاتها أنه تم استدعاء الطفل وعائلته إلى مفوضية الشرطة لفتح تحقيق في الواقعة، وخلال الاستماع إليه، أوضح الطفل أنه لا علاقة له بالأمر، وأن رجلا مجهولا أوقفه في الشارع وطلب منه شراء “كفتة” مقابل الورقة النقدية المشبوهة، مشيرا إلى أنه وافق على ذلك بدافع المساعدة.
ودفعت هذه الأقوال المحققين إلى مراجعة كاميرات المراقبة المحيطة بالمكان، وهو ما أكد صحة رواية الطفل، حيث وثقت التسجيلات لحظة تسلمه الورقة النقدية من المشتبه فيه، قبل أن يتوجه مباشرة إلى محل الجزارة لتنفيذ الطلب.
وخلال ظرف زمني وجيز، تم تحديد هوية المشتبه فيه الرئيسي، لتقود التحقيقات لاحقا إلى توقيف شخص ثان يعتقد أنه شريكه، حيث تبين أنهما كانا ينشطان في ترويج الأوراق النقدية المزيفة داخل المدينة بشكل سري، ومن المحتمل أن يكون لهما شركاء آخرون لا يزال البحث جاريا عنهم.
هذا، وقد أمرت النيابة العامة المختصة بتعميق البحث حول مصدر الأوراق النقدية المزيفة، والمسالك التي تعتمدها الشبكة في ترويجها، في خطوة تعكس حجم التحديات التي تواجهها الأجهزة الأمنية في مكافحة الجريمة المنظمة، لاسيما حين تستغل فئات هشة كالأطفال في تنفيذ مخططات إجرامية تهدد الأمن الاقتصادي والاجتماعي للمملكة.